إعلان
اخبار اقتصادية

المنقة السودانية كنز طبيعي بفوائد مذهلة

متابعات _ الهدهد نيوز

إعلان

المنقة السودانية كنز طبيعي بفوائد مذهلة

إعلان

 

متابعات _ الهدهد نيوز _ المانجو أو المنقة كما تُعرف محلياً، تُعد من الفواكه الاستوائية ذات الأهمية الاقتصادية والغذائية الكبيرة في السودان، وهي من الثمار التي تحظى بإقبال واسع في الأسواق المحلية والإقليمية. يعود أصل شجرة المانجو إلى جنوب آسيا، لكنها وجدت في السودان بيئة ملائمة للنمو، مما جعلها تنتشر في عدد من الولايات وتشكّل مورداً زراعياً واعداً يمكن الاستثمار فيه لزيادة الدخل القومي وتحسين سبل عيش المزارعين.

إعلان

 

 

إعلان

 

 

 

تُعرف المانجو بأنها ثمرة ذات طعم لذيذ ورائحة مميزة، وتحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات، لا سيما فيتامين A و C، بالإضافة إلى الألياف الغذائية ومضادات الأكسدة، ما يجعلها مفيدة لصحة القلب والبشرة والجهاز الهضمي والمناعة. فهي تساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب، وتساهم في تنظيم الهضم بفضل احتوائها على إنزيمات طبيعية تسهل امتصاص الطعام، كما تعزز صحة العيون بسبب وفرة البيتا كاروتين فيها، وهي مفيدة أيضاً لخفض الكوليسترول وتحسين وظائف الكبد.

 

 

 

 

أما في السودان، فإن زراعة المانجو تنتشر بشكل أساسي في المناطق التي تتوفر فيها التربة الطينية العميقة والمياه الجوفية أو النيلية، مع درجات حرارة تتراوح بين 24 و35 درجة مئوية، وهي ظروف مناخية مواتية جداً لنمو الأشجار. ومن أبرز المناطق التي تُزرع فيها المانجو ولاية النيل الأزرق وخاصة منطقة الدمازين، وجنوب كردفان خاصة في منطقة تاندك، وولاية القضارف، بالإضافة إلى منطقة كوستي بولاية النيل الأبيض، وبعض مناطق النيل الأزرق الشرقي، كما تنتشر زراعتها في محيط العاصمة الخرطوم ضمن مشاريع صغيرة في الريف الجنوبي وشرق النيل. كذلك بدأت مشاريع استثمارية كبيرة في ولايات دارفور، خاصة في جنوب وشرق دارفور حيث المناخ الرطب والتربة الخصبة.

 

 

 

 

 

 

تُعتبر شجرة المانجو من الأشجار دائمة الخضرة، وتبدأ في الإثمار بعد 3 إلى 5 سنوات من الزراعة، وتستمر في الإنتاج حتى أكثر من 40 عاماً. ومن الناحية الاقتصادية، فإن زراعة المانجو تُعد من الأنشطة التي تعود بعوائد جيدة للمزارعين، نظراً لأن الطلب على الثمار كبير محلياً وإقليمياً، خاصة في الأسواق الخليجية والمصرية، حيث يُقبل المستهلكون على المانجو السودانية لطعمها المميز وجودتها العالية. كما أنها من المحاصيل التي يمكن تصديرها طازجة أو مجففة أو على شكل عصائر ومربى، مما يفتح آفاقاً أوسع للمنتج السوداني في الأسواق العالمية.

 

 

 

 

 

من مزايا زراعة المانجو في السودان أيضاً أنها لا تتطلب رأس مال كبير مقارنة بمحاصيل أخرى، كما أن تقنيات الزراعة والتسميد والري أصبحت متوفرة بدرجة معقولة، وهو ما يشجع على توسيع الرقعة الزراعية. وتُزرع المانجو عادة في نهاية فصل الخريف أو بداية الشتاء، حيث يتم تجهيز التربة بحرثها وتنظيفها من الحشائش، ثم تُغرس الشتلات بعمق يتراوح بين 60 إلى 80 سنتيمتراً، وتُسقى بانتظام خلال السنة الأولى مع مراعاة عدم الغمر الزائد الذي قد يتسبب في تعفن الجذور.

 

 

 

ومن العوامل الأساسية التي تحدد نجاح زراعة المانجو، اختيار الأصناف المناسبة، إذ توجد أنواع عديدة من المانجو تختلف في الحجم والطعم ومدة النضج. ومن بين الأصناف الشائعة في السودان مانجو “الزبدة”، و”السنارة”، و”الجل”، و”الفونس”، و”الكيت”، و”التومي”، ولكل صنف ميزات خاصة من حيث الطعم وتحمل النقل والتخزين. وتتميز بعض الأصناف مثل “الكيت” بأنها مناسبة للتصدير بسبب قوة قشرتها وتحملها للشحن الطويل، بينما تُستهلك الأصناف الطرية مثل “الزبدة” و”السنارة” بشكل واسع محلياً.

 

 

 

 

وتمتاز أشجار المانجو بقدرتها على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة، إلا أن ممارسات الزراعة الجيدة تؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية والجودة. وتشمل هذه الممارسات تقليم الأشجار بانتظام، والتسميد العضوي والمعدني حسب نوع التربة، والسيطرة على الآفات مثل ذبابة الفاكهة والخنافس. كما أن عمليات الري مهمة للغاية، خاصة في المراحل الأولى من عمر الشجرة وفي فترة الإزهار وتكوين الثمار. وتُعتبر المانجو من المحاصيل التي تتحمل الجفاف نسبياً، إلا أن انتظام الري يحسن حجم الثمرة وطعمها.

 

 

 

 

ومن الناحية الاقتصادية، فإن السودان لديه فرصة واعدة ليصبح من كبار منتجي ومصدري المانجو في أفريقيا، لا سيما مع وجود مساحات زراعية شاسعة غير مستغلة بعد، وموارد مائية من النيل والأنهار الموسمية. ويمكن أن تسهم هذه الزراعة في تقليص الفجوة في الميزان التجاري إذا تم تطوير سلاسل القيمة من الحصاد إلى التعبئة والتخزين والنقل. كما أن المانجو تُعتبر منتجاً مثالياً للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويمكن أن تخلق فرص عمل جديدة في الريف السوداني وتحد من الهجرة إلى المدن، خاصة إذا تم دعم صغار المزارعين بالتقنيات الحديثة والأسمدة والإرشاد الزراعي.

 

 

 

 

ورغم التحديات التي تواجه القطاع الزراعي عموماً في السودان، مثل ضعف البنية التحتية وصعوبة الحصول على التمويل والمبيدات، فإن زراعة المانجو تظل من الأنشطة الواعدة، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر على بعض المحاصيل الأخرى. ويمكن تحقيق طفرات في الإنتاج إذا تم تشجيع الشراكات بين القطاع العام والخاص، واستقطاب المستثمرين المحليين والأجانب للدخول في مشاريع المانجو التعاقدية، بالإضافة إلى إنشاء مراكز لتجميع وفرز وتعبئة وتصدير المانجو وفقاً للمعايير الدولية.

 

 

ومع تزايد الطلب العالمي على المنتجات الزراعية العضوية والطبيعية، فإن المانجو السودانية تمتلك ميزات تنافسية تجعلها مؤهلة لتكون ضمن الفواكه المفضلة في الأسواق الخارجية. فمعظم مزارع السودان ما زالت تعتمد على أساليب طبيعية دون استخدام مكثف للكيماويات، ما يجعل الثمار أكثر نقاءً وصحة للمستهلك. ويُمكن توظيف هذا التميز في تسويق المنتج السوداني على أنه “مانجو طبيعي من الأراضي الإفريقية”، وجعل ذلك شعاراً للحملات الترويجية.

 

 

في الختام، فإن المنقة ليست مجرد فاكهة موسمية، بل هي ثروة قومية إذا ما أحسن السودان استغلالها عبر سياسات زراعية واضحة، واستثمارات طويلة المدى، وتشجيع الصناعات التحويلية المرتبطة بها. وإذا تحققت هذه الرؤية، فإن المانجو يمكن أن تصبح رمزاً للزراعة المستدامة والاقتصاد الأخضر في السودان، ومصدراً للغذاء والدخل وفرص العمل في المستقبل.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى