مقالات_ الهدهد نيوز_
تشهد ولاية الجزيرة مدينة مدني في الأيام الأخيرة حالة من الانتعاش والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد دخول القوات المسلحة السودانية إلى المنطقة. فقد شهدت الأسواق حركة نشطة وتداولاً أكبر، كما عادت خطوط المواصلات للعمل بشكل تدريجي، مما ساعد في تخفيف حدة التوتر الذي ساد المدينة في الفترة الماضية.
هذا التحسن في الأوضاع جاء بعد تعزيز القوات السودانية تواجدها في المنطقة، مما أدى إلى استقرار نسبي في الوضع الأمني. الأهالي في مدني بدأوا يشعرون ببعض الراحة مع تحسن الظروف الاقتصادية وحركة الأسواق، رغم التحديات التي لا تزال قائمة. ومع ذلك، ما زال المواطنون يترقبون التطورات القادمة ويتطلعون إلى استقرار طويل الأمد يضمن الأمن والرفاهية للجميع.
وفي تطور آخر، روج البعض مؤخراً حول قيام القوات المسلحة بقتل “مريومة”، إلا أن الحقيقة هي أن المؤسسة العسكرية، رغم قوتها، ليست بمنأى عن الأخطاء، وهو ما قد يفسر الحادث. من الجدير بالذكر أن العسكري الذي تورط في الحادث كان يعرف مريومة جيداً وكان يسكن بالقرب منها، مما يثير تساؤلات حول الملابسات الحقيقية للحادث. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: من هو الأدرى بما حدث؟
أما بالنسبة لما وقع في منطقة الكنابي، فإنه يعد أمراً مؤسفاً ومخزياً للنفس. ومع ذلك، على المواطن أن يتحلى بالصبر وضبط النفس، خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.
ومن جانب آخر، إن الإنسان الذي ينظر بعين البصيرة يفهم دون عناء حقيقة الوضع الراهن. في الوقت الحالي، القوات المسلحة السودانية هي الجهة التي تحمي المدنيين وتوفر لهم الأمان، كما أنها تتحكم في مؤسسات الدولة كافة، سواء كانت في التعليم أو الوزارات أو غيرها. وهذا يعطيها شرعية كبيرة في مواجهة التحديات الراهنة.
أما قوات الدعم السريع، فإن الحياة تحت ظلها تكون مليئة بالخوف والتوجس. فكل من يعيش تحت سيطرتها يعاني من الخوف المستمر من القتل في أي وقت، سواء كان بسبب المال أو لأي سبب آخر، دون محاكمة أو محاسبة للقاتل أو مرتكب الجريمة. الدعم السريع هي مليشيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتظل مصدر تهديد وقلق للمواطنين في المناطق التي تسيطر عليها.
بقلمي مهند عباس