
الكرة في ملعب طهران.. إسرائيل تعرض هدنة
متابعات _ الهدهد نيوز _ أفادت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية بأن الحكومة الإسرائيلية أبدت استعدادًا غير مسبوق لوقف إطلاق النار مع إيران، في حال وافق المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على إنهاء التصعيد العسكري. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة أن تل أبيب لا تسعى إلى إطالة أمد المواجهة الحالية، لكنها تضع الكرة في ملعب القيادة الإيرانية لتحديد الاتجاه المقبل، سواء نحو التهدئة أو مزيد من التصعيد. وصرّح أحد المسؤولين الإسرائيليين أن إسرائيل مستعدة للاستجابة الفورية لأي مبادرة إيرانية تهدف إلى إنهاء المواجهة، مشيرًا إلى أن رغبة خامنئي في وقف النار ستكون كافية لاتخاذ قرار التهدئة من الجانب الإسرائيلي.
ورغم الإشارات الإسرائيلية الإيجابية نحو التهدئة، فإن مصادر سياسية استبعدت عودة قريبة إلى طاولة المفاوضات النووية، ووصفت احتمالية التوصل إلى اتفاق جديد بأنها ضعيفة للغاية في ظل الأوضاع الحالية. وفي السياق ذاته، ترى واشنطن أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنًا، لكنها لم تتلقَ من طهران أي مؤشرات فعلية على الرغبة في التفاوض، وسط تصاعد التوتر في المنطقة.
وفيما يتعلق بالتنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة، أوضحت المصادر أن الجانبين يحافظان على اتصال مستمر عقب الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية، لكن المواقف المعلنة قد تختلف تبعًا لطبيعة الرد الإيراني. ففي حال قررت طهران مهاجمة قاعدة أمريكية، فإن الرد الأمريكي سيكون مختلفًا تمامًا عما إذا تم استهداف أهداف داخل إسرائيل فقط، بحسب التحليلات الإسرائيلية.
أما بشأن نتائج الضربة الإسرائيلية الأخيرة، فقد أكدت التقديرات العسكرية أن منشآت البرنامج النووي الإيراني تعرضت لأضرار بالغة، وتحديدًا في ما يتعلق بتدمير كميات كبيرة من المواد المخصبة، بما قد يؤدي إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني أكثر من عشر سنوات. ورغم هذا النجاح العسكري المعلن، أوضحت المصادر الإسرائيلية أن الهدف لم يكن إسقاط النظام الإيراني، بل تعطيل قدراته النووية فحسب، مشيرة إلى أن إضعاف النظام قد يكون نتيجة جانبية غير مقصودة.
وفي الجانب العسكري، تحدثت التقارير عن تدمير ما يزيد عن نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، لكن طهران ما تزال تحتفظ بمئات المنصات النشطة، إلى جانب ترسانة صاروخية ضخمة تشمل صواريخ بعيدة المدى، ما يبقي التهديد قائمًا رغم الخسائر. كما حذرت مصادر إسرائيلية من احتمالات تنفيذ هجمات انتقامية ضد أهداف إسرائيلية أو مواقع يهودية حول العالم، مؤكدة أن حالة التأهب القصوى ما تزال قائمة.
وفي تطور قد يغيّر معادلة الحكم في إيران، كشفت مجلة “ذا أتلانتك” الأميركية عن وجود تحركات داخل أوساط النظام الإيراني تهدف إلى تنحية المرشد الأعلى علي خامنئي، وسط تزايد الضغوط الداخلية وارتفاع الأصوات الناقدة للقيادة الحالية بعد الضربات الأخيرة. ويأتي هذا في وقت تشهد فيه طهران حالة من الارتباك السياسي والاجتماعي، مع تزايد القلق من مستقبل القيادة العليا، ومخاوف من انفجار داخلي قد يعمق الانقسامات داخل النظام.