فرنسا تفجّر مفاجأة دولية وتعلن اعترافها بفلسطين.. ترحيب عربي وغضب إسرائيلي ورفض أمريكي
متابعات _ الهدهد نيوز

فرنسا تفجّر مفاجأة دولية وتعلن اعترافها بفلسطين.. ترحيب عربي وغضب إسرائيلي ورفض أمريكي
29 يوليو 2025 – الهدهد نيوز
في خطوة وصفت بالتاريخية والمفصلية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تعتزم الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، لتصبح بذلك أول دولة من مجموعة السبع الكبرى تقدم على هذه الخطوة وسط ترحيب عربي واسع، ورفض أمريكي، وغضب إسرائيلي متصاعد.
وتأتي الخطوة الفرنسية بعد أشهر من تصاعد الصراع في غزة منذ أكتوبر 2023، حيث اعترفت عدة دول أوروبية بدولة فلسطين، غير أن فرنسا تُعد أول قوة غربية كبرى تقدم على هذه الخطوة منذ عقود.
دعم فلسطيني ورفض أمريكي
رحبت السلطة الفلسطينية بإعلان ماكرون، واعتبرته تطوراً مهماً نحو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. من جانبها، وصفت حركة حماس القرار بأنه “خطوة إيجابية نحو إنصاف الشعب الفلسطيني المظلوم”، مؤكدة تمسكها بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن اعتراف باريس بدولة فلسطين لا يعني توافقاً مع مواقف حماس، بل يعكس التزامها بحل الدولتين.
أما الولايات المتحدة، فقد عبّرت عن رفضها القاطع للخطة الفرنسية، حيث قال وزير الخارجية ماركو روبيو إن الخطوة “تهور دبلوماسي” يُضعف فرص السلام ويخدم دعاية حماس، واعتبرها “صفعة في وجه ضحايا السابع من أكتوبر”.
غضب إسرائيلي ومواقف متشددة
في إسرائيل، أثار الإعلان الفرنسي عاصفة سياسية، إذ وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القرار بأنه “مكافأة للإرهاب وخطر وجودي”، محذراً من قيام دولة فلسطينية تتحول إلى “وكيل إيراني جديد” في المنطقة.
كما دعا وزير العدل الإسرائيلي إلى ضم الضفة الغربية رداً على ما وصفه بـ “الخطوة الفرنسية الاستفزازية”، بينما اعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن “فرنسا أصبحت دولة فلسطينية”.
أما زعيم المعارضة يائير لابيد، فرأى أن ما حدث يمثل فشلاً دبلوماسياً لحكومة نتنياهو، في حين اعتبر رئيس الكنيست أمير أوحانا الخطوة “خيانة من أحد قادة العالم الحر”.
دعم عربي متسارع
لاقى القرار ترحيباً واسعاً من العواصم العربية، إذ أشادت مصر بالقرار واعتبرته “خطوة تاريخية فارقة”، فيما وصفه الأردن بأنه “رد حاسم على محاولات إنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف”.
السعودية أعربت عن تأييدها الكامل للاعتراف الفرنسي، ودعت الدول الأخرى إلى اتخاذ خطوات مماثلة لدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، بما فيها إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أشادت قطر والكويت والمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي بالخطوة، معتبرين أنها تفتح آفاقاً جديدة نحو تحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.
مواقف أوروبية ودولية متباينة
في ألمانيا، أكد المتحدث باسم الحكومة أن برلين لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الراهن، مشدداً على أن الأولوية تظل لدعم مفاوضات تؤدي إلى حل الدولتين. أما بريطانيا، فرغم تأكيدها على دعم الحل، فإنها دعت إلى التركيز على وقف إطلاق النار في غزة وتخفيف معاناة المدنيين.
وعلى مستوى البرلمان البريطاني، وقع أكثر من 100 نائب على رسالة تطالب رئيس الوزراء كير ستارمر بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، باعتبار ذلك مسؤولية تاريخية في ضوء وعد بلفور والدور البريطاني السابق في الانتداب.
إيطاليا بدورها قالت إن أي اعتراف يجب أن يكون مشروطاً باعتراف الدولة الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود، في حين أشارت تقارير إلى أن دولاً مثل بلجيكا ومالطا قد تسير في الاتجاه ذاته قريباً.
دلالات رمزية وأثر متوقع
يؤكد مراقبون أن الاعتراف الفرنسي، رغم طابعه الرمزي، يعزل إسرائيل دبلوماسياً في ظل استمرار الحرب في غزة، ويفتح المجال أمام ضغوط دولية متزايدة على قوى غربية كبرى مثل بريطانيا وألمانيا وأستراليا وكندا واليابان، للانضمام إلى هذا المسار.
يذكر أن أيرلندا والنرويج وإسبانيا سبق أن أعلنت اعترافها بدولة فلسطين في العام الماضي، على أن تُرسم حدودها وفق ما كانت عليه قبل حرب 1967، مع تأكيدها على أن القرار لا يتعارض مع حق إسرائيل في الأمن والسلام.
وبينما يرى الفلسطينيون في الاعتراف الفرنسي زخماً دبلوماسياً جديداً لصالح قضيتهم، يراه الإسرائيليون تآكلاً في الدعم الغربي التقليدي، وسط تصاعد الحملات الدولية المناهضة للعمليات العسكرية في غزة والتي وصفتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً بأنها تسببت في “مجاعة من صنع الإنسان”.
مصدر الخبر قناة BBC