تفاصيل تعيين السفير عمر صديق في منصب دبلوماسي حساس وسط تحديات داخلية وخارجية
متابعات _ الهدهد نيوز

تفاصيل تعيين السفير عمر صديق في منصب دبلوماسي حساس وسط تحديات داخلية وخارجية
الخرطوم – الهدهد نيوز
في توقيت بالغ الحساسية يمر فيه السودان بتعقيدات سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة، صدر قرار بتعيين السفير عمر محمد أحمد صديق وزير دولة بوزارة الخارجية، وهو ما يعكس توجهًا جديدًا لمحاولة إعادة ترتيب البيت الدبلوماسي من الداخل، بالتوازي مع تحديات الخارج التي تزداد تشابكًا يوماً بعد آخر.
ويمتلك السفير عمر صديق سيرة ذاتية فخيمة تدعمها خبرات رفيعة في العمل الدبلوماسي، حيث تنقّل في محطات دولية مؤثرة، أبرزها سفارة السودان لدى الصين، بالإضافة إلى تقلده مناصب حساسة من بينها مدير الإدارة السياسية بالقصر الجمهوري.
ويأتي تعيين صديق للمرة الثانية خلال أشهر، حيث كان قد كُلّف في أبريل الماضي بمنصب وزير الخارجية، قبل أن يُنهى تكليفه عقب إعلان رئيس الوزراء الحالي د. كامل إدريس عن تشكيل حكومة جديدة. ويبدو أن العودة بصيغة “وزير دولة” تعكس رغبة في إعادة الرجل للمشهد ولكن بصلاحيات أقل، مما يطرح تساؤلات حول مدى تأثيره الفعلي في ملفات الخارجية.
تحديات بالجملة
بحسب محللين، فإن السفير عمر صديق سيجد نفسه في قلب مشهد مزدحم بالتحديات. يقول الخبير الاستراتيجي د. عمار العركي إن تعيين صديق يأتي في لحظة يفتقر فيها العمل الدبلوماسي إلى مرجعية سياسية واضحة، وسط خطاب رسمي مرتبك وغياب استراتيجية متماسكة، ما يجعل من الصعب على أي مسؤول، مهما علا شأنه، أن يحدث تحولاً حقيقياً دون أدوات وسند سياسي فعلي.
وأضاف العركي أن الموقع الذي يشغله عمر حالياً بوصفه “وزير دولة”، لا يمنحه كامل الصلاحيات التنفيذية، مما يضعه في هامش محدود من القدرة على التحرك، ويقلل من إمكانية إحداث تغييرات جوهرية في الأداء الدبلوماسي.
أزمة داخل الوزارة
وتعاني وزارة الخارجية، وفقاً للعركي، من تدهور ملحوظ في أدائها المؤسسي، بجانب نقص في الكوادر ذات الخبرة، الأمر الذي يحول دون قدرتها على مجاراة التحديات الدولية والإقليمية، خاصة في ظل اتساع رقعة الصراع الداخلي، وتراجع الحضور السوداني في المحافل العالمية.
وأشار العركي إلى أن “الفراغ المؤسسي” في الوزارة يتطلب إصلاحاً هيكلياً شاملاً وليس فقط إعادة تدوير الأسماء، مضيفًا أن السفير عمر صديق يقف اليوم أمام ثلاثية معقدة: موقع رمزي، مؤسسة مضطربة، وساحة دولية مربكة.
المهام العاجلة
ومن أبرز الملفات العاجلة أمام السفير عمر صديق، وفق متابعين، ملف مواجهة الدعاية المضادة التي تنفذها الميليشيات المسلحة عبر المنصات الدولية، والعمل على بناء حائط صد خارجي عبر حلفاء داعمين للدولة السودانية، إضافة إلى تجديد الخطاب الخارجي الرسمي وتقديم رؤية متزنة تعكس الواقع على الأرض دون انجرار للمزايدات السياسية أو العاطفية.
ويرى مراقبون أن نجاح صديق مرتبط بشكل مباشر بمدى منحه الصلاحيات الفعلية، وتوفير الدعم السياسي الكامل، إلى جانب الشروع في إصلاح جذري داخل الوزارة، وتجاوز حالة التهميش والارتباك التي لازمت أداءها في الشهور الماضية.
مستقبل غامض
وبينما يراهن البعض على كفاءة صديق وخبرته الطويلة، يرى آخرون أن تعيينه لا يعدو كونه تمثيلاً شكلياً ما لم يرافقه تمكين حقيقي. ويرى العركي أن مصير صديق قد لا يختلف عن سلفه د. علي يوسف، الذي غادر الوزارة دون أن يتمكن من إحداث أي تغيير ملموس، بسبب الإطار العام الذي يعمل فيه الدبلوماسيون دون صلاحيات أو غطاء سياسي واضح.
في الختام، تبقى الأنظار متجهة نحو ما إذا كان تعيين عمر صديق سيكون نقطة تحوّل حقيقية في مسار وزارة الخارجية، أم مجرّد تبديل للأدوار في مشهد يزداد تعقيدًا مع كل يوم يمر.