من غريب إلي السودان
مقالات _ الهدهد نيوز _ إذا سألت أي شخص عن السودان، ربما ستسمع كلمات مثل: “حار جدًا”، “فيه النيل”، أو “ناس طيبين”. لكن الحقيقة أن السودان هو عالم كامل من المفاجآت والطرائف التي لا تنتهي، تجعل كل يوم فيه مغامرة تستحق رواية.
أولاً، دعونا نتحدث عن الطقس. إذا لم تكن تعيش في السودان، ربما لا تفهم معنى “الشمس الحامية”. الشمس في السودان ليست مجرد شمس، إنها كأنها رئيس البلد، لا تسمح لأحد بالاستراحة أو الهروب. تحاول تمشي في الشارع؟ لا، لا، أنت في “اختبار التحمل”. لكن رغم ذلك، تجد السودانيين يضحكون، ويرتدون “العمامة” أو القبعة كما لو كانوا أبطال أفلام.
أما عن المواصلات، فهي تجربة لا تنسى! في السودان، كل سيارة تشبه مسرح متحرك، بين الحكايات، والأغاني، والبائعين المتجولين. أحيانًا تستقل “التك تك” (عربة التوك توك)، وتشعر أنك في رحلة سريعة داخل أفعوانية ترفيهية، لكن بدلًا من الصراخ، الناس يضحكون ويغنون. وعندما تمطر، المواصلات تتحول إلى مغامرة حقيقية، حيث السيارات تختفي في البرك، وأنت تحاول أن تبقى جافًا وسط الطين!
ولا ننسى الأكلات السودانية الشهية. “العصيدة” و”الكسرة” ليست مجرد أطعمة، إنها طرق للحياة! في السودان، حتى “الشاي” له طقوسه الخاصة، يتم تحضيره بعناية فائقة، ويُقدّم في فناجين صغيرة تُشعرك وكأنك في قصر ملكي، حتى لو كنت في غرفة صغيرة مع الأصحاب. والأحاديث أثناء شرب الشاي قد تمتد لساعات، تضحك وتتناقش في كل شيء، من السياسة إلى كرة القدم.
السودانيون أنفسهم، هم أجمل مفاجأة. يعرفون كيف يحولون أبسط اللحظات إلى مناسبة، وكيف يجعلونك تشعر كأنك في بيتك، حتى لو كنت غريبًا. لديهم روح الدعابة التي لا تفارقهم أبدًا، حتى في أصعب الظروف. قد تلتقي بشخص يعرض عليك “كوباية شاي” ويبدأ يحكي لك نكتة لا تفهمها من البداية، لكن مع كل كلمة تضحك أكثر.
أما الأسماء السودانية، فهي عالم بحد ذاته! تجد أسماء طويلة ومعقدة تجعل أي شخص غربي يحاول نطقها يطلب مساعدة. لكن هذه الأسماء تحمل تاريخ وثقافة، وكل اسم له قصة تُروى في جلسة على القهوة أو في السوق.
وفي النهاية، السودان هو مكان لا يمكن أن يُمل منه. فيه الحلاوة والمرارة، الفرح والحزن، لكنه دائمًا يحتفظ بسحره الخاص. فلو زرت السودان مرة، فاعلم أنك دخلت عالمًا من الفكاهة، الترحيب، والمغامرات التي لن تجدها في أي مكان آخر.
