
الشعب السوداني بين خيارين لا ثالث لهما
متابعات _ الهدهد نيوز _ كتبت الإعلامية السودانية رشان أوشي منشوراً عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عبّرت فيه عن قلقها العميق تجاه مستقبل السودان في ظل الحرب المستمرة، مشيرة إلى أن الأزمة قد تمتد لعام أو أعوام قادمة بسبب غموض مستقبل الدولة والتحفظات الشعبية على إدارة البلاد.
في منشورها الذي حمل عنوانًا رمزيًا “من الذي التهم صنم العجوة؟”، أكدت رشان أن الشعب السوداني يعيش بين خيارين لا ثالث لهما، إما القبول بالأمر الواقع، أو مواجهة الفوضى التي تهدد استقرار البلاد. وأشارت إلى أن توفير بيئة مناسبة لإعادة الحياة للسودان المدمر أصبح ضرورة ملحة، مع التأكيد على حق الجميع بوضع شروطه التي تساهم في تحقيق الاستقرار المنشود.
وتطرقت الإعلامية إلى أهمية محاربة الفساد والعمل على إصلاح الدولة كخطوة حيوية لتدارك الوضع المستقبلي، محذرة من أن تأخير الإصلاح قد يزيد الكلفة ويجعل إعادة البناء أكثر صعوبة. وأضافت أن حكومة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قدمت خلال الفترة من أبريل 2023 وحتى اليوم مؤشرات واضحة على استعدادها لعملية البناء، لكنها أكدت أن المطلوب هو أكثر من ذلك بكثير.
وفي إشارة إلى قرار مجلس الوزراء رقم (154) الصادر في ديسمبر 2024 والمتعلق باستيراد السيارات، بينت رشان أن هذا القرار تضمن فرض غرامة مالية تصاعدية على السيارات المستعملة، بهدف ترشيد الاستيراد لصالح السيارات الجديدة والأقل استهلاكًا، مع جدول يبدأ بغرامة 5% على موديلات 2024 ويتصاعد مع قدم موديل السيارة.
لكنها انتقدت استغلال “مافيا الفساد” لهذا القرار، حيث نفذت الإدارة العامة لجمارك البحر الأحمر في ميناء دقنة توجيهات عضو مجلس السيادة الانتقالي عبدالله يحيى بتاريخ 13 مايو 2025، بإدخال 22 سيارة موديلات مختلفة من الفترة بين 1997 و2016 بغرامة 5% فقط، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة لخزينة الدولة.
وربطت رشان بين هذا الفساد وبين أعضاء المجلس السيادي، معتبرة أن “عبدالله يحيى” هو أول من استغل هذا الامتياز الشعبي، حيث يعد جزءاً من السلطة التي أقرت هذا القرار. وأوضحت أن الفساد بهذا المستوى يهدد كل جهود الإصلاح، مضيفة أن البلاد لا يمكن أن تنتصر وهي غارقة في التجاوزات واستغلال النفوذ من أعلى القمم حتى صغار الموظفين.
وختمت الإعلامية بالقول إن الأزمة الراهنة تضع على المحك معادن رجال الدولة، وأن أغلبهم لم ينجحوا في اختبار القيم الوطنية، داعية الفريق أول البرهان إلى المضي قدماً في مشروعه لتفكيك عصابات نهب المال العام، وحذرت من أن السماح لهذه العصابات بسحبه إلى الخندق نفسه مع النظام البائد سيجعله يغرق في الفساد ذاته.