إعلان
مقالات

أ. مهند عباس يكتب…السودانيون شعبٌ عاشق للحياة

الهدهد نيوز

إعلان

مقالات _ الهدهد نيوز _ السودان، ذلك البلد الذي يعتز بتاريخه الطويل وثقافته الغنية، يعاني منذ فترة من تحديات قاسية نتيجة للحرب والصراعات التي دمرت أجزاء كبيرة من أراضيه وخلّفت آثارًا عميقة في نفوس شعبه. إلا أن ما يميز السودانيين في هذا الوقت العصيب هو إصرارهم على الحياة، وأملهم الذي لا ينكسر رغم كل ما مروا به.

إعلان

في قلب السودان، يواجه السودانيون حربًا مريرة بدأت مع النزاع المسلح في مناطق مختلفة من البلاد، ولا سيما الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع ضد الدولة. هذه الحرب، التي سببت معاناة كبيرة لملايين المواطنين، أودت بحياة العديد من الأبرياء ودفعت ملايين آخرين إلى النزوح من ديارهم بحثًا عن الأمان. ومع ذلك، لم تزد هذه الظروف الشعب السوداني إلا صمودًا وإصرارًا على تجاوز المحن.

في وسط هذه المعاناة، يعكف السودانيون على الحفاظ على روحهم الجماعية وحبهم للحياة. ورغم الخراب الذي خلفته الحرب، إلا أن الشعب السوداني لم يفقد الأمل في غدٍ أفضل. لم تفقد العائلات السودانية قدرتها على الابتسام في وجه الألم، ولا زالوا يعبرون عن تضامنهم في أصعب الأوقات، متحدين في حب الوطن وفي التطلع إلى السلام.

إعلان

الحرب التي تسببت في فقدان أكثر من 10 ملايين طفل لفرص التعليم، وأدت إلى تدمير البنية التحتية في العديد من المناطق، كانت بمثابة اختبار حقيقي لصبر السودانيين. ولكن، بالرغم من ذلك، يواصلون العمل على تحسين ظروفهم، ويرفضون أن يظل أطفالهم بلا تعليم. فعلى الرغم من الأوضاع الصعبة، جاءت المبادرات التعليمية التي تهدف إلى تعزيز التعليم الإلكتروني في البلاد، كأحد الحلول التي تعكس قدرة الشعب السوداني على التكيف والابتكار في مواجهة التحديات.

وفي مؤتمر دعم مبادرات التعليم الإلكتروني الذي عُقد مؤخرًا في إقليم دارفور، أكد رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، على ضرورة دعم مشروعات التعليم الإلكتروني في ظل الظروف الراهنة. ورغم أن الحرب قد تسببت في تدمير العديد من المدارس، إلا أن مشاريع مثل منصات التعليم الإلكتروني جاءت كحلول استراتيجية لضمان استمرار العملية التعليمية، حتى في ظل النزاعات والصراعات. البرهان أشاد بالجهود التي تبذلها وزارة التعليم العالي ووزارة الاتصالات في إطلاق هذه المبادرات، التي تمثل أملًا حقيقيًا للجيل الصاعد في السودان.

إعلان

من جانبه، حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أشار إلى أهمية التحول الرقمي والتعليم الإلكتروني كوسيلة لتعويض ما لحق بالإقليم من دمار بسبب الحروب والنزاعات. وفي كلمته، أكد على ضرورة بناء مراكز التحول الرقمي وتوفير البنية التحتية اللازمة لضمان تقديم التعليم بشكل مبتكر ومتطور.

رغم الحرب التي طالت أرواح الأبرياء ودمرت مدنًا ومنازل، لا يزال السودانيون يؤمنون بالسلام. وإن كان الواقع قد فرض عليهم صعوبات جمة، إلا أن الشعب السوداني يرفض الاستسلام. فقد أظهروا في فترات الحرب كيف أن التماسك الاجتماعي بين جميع مكونات المجتمع السوداني، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، يبقى أقوى من أي صراع. حرب مليشيا الدعم السريع، التي ألقت بظلالها على البلاد، أثبتت أن الشعب السوداني لا يمكن أن يُقسَم أو يُمزَق، بل يظل متحدًا في مواجهة هذه التحديات.

في الوقت نفسه، يعكس التعليم الإلكتروني في السودان روح التكيف والابتكار التي يتمتع بها السودانيون. وكما قال ممثل وزارة التعليم العالي، فإن التعليم الإلكتروني لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة حتمية لمواكبة العصر وضمان استمرارية العملية التعليمية، حتى في ظل التحديات الراهنة. ورغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها السودان، يبقى الشعب السوداني متمسكًا بالأمل، ومصرًا على بناء وطن يسوده السلام والازدهار.

في الختام، تبقى الحرب على الرغم من مرارتها، جزءًا من قصة الشعب السوداني الذي لم يفقد قدرته على الصمود والتطلع إلى المستقبل. ورغم التحديات العديدة، يبقى السودانيون شعبًا حيًّا محبًا للحياة، يسعى دائمًا لتحقيق السلام، ويبذل ما في وسعه لاستعادة استقرار وطنه. في النهاية، يُثبت السودانيون يومًا بعد يوم أن إرادتهم لا يمكن كسرها، وأنهم سيظلون أبطالًا في مواجهة كل ما قد يعترض طريقهم.

تابعنا على واتساب
إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى