
تحذير عاجل من قيادة حلفا بعد انتحال شخصية عسكرية بارزة
في تطور خطير يسلط الضوء على تصاعد وتطور الجرائم الإلكترونية في السودان، أصدرت قيادة منطقة حلفا الجديدة ونهر عطبرة بيانًا رسميًا تحذر فيه المواطنين من حملة احتيال إلكتروني محكمة، تستهدفهم عبر تطبيق المراسلة الشهير “واتساب”. وأكد البيان أن جهات مجهولة انتحلت شخصية العقيد مدثر حسن صالح، قائد المنطقة، مستغلين صورته الرسمية ورتبته العسكرية في عمليات خداع ممنهجة تهدف إلى النصب المالي وسرقة البيانات الشخصية للمواطنين.
ووفقاً لما ورد في التصريح الرسمي للعقيد مدثر، فإن المتورطين في هذه الحملة يقومون بإرسال رسائل تحمل اسمه وصورته، ويطلبون من الضحايا تحويل أموال أو الإدلاء بمعلومات شخصية حساسة. وشدد العقيد على أنه لا يملك أي حساب شخصي على واتساب يستخدم لأغراض مالية أو تواصل خاص، موضحاً أن هذه الأفعال تُعد جريمة انتحال شخصية مكتملة الأركان يُعاقب عليها القانون السوداني بصرامة.
وأكدت القيادة الأمنية أن السلطات المختصة باشرت فورًا تعقب الجهات التي تقف وراء هذه الجرائم، وقد تم التوصل إلى خيوط أولية تُساعد في الوصول إلى المتورطين وتقديمهم للعدالة، وسط تأكيدات بعدم التهاون مع أي فرد أو جهة تسعى لتقويض أمن المواطنين عبر الوسائل الرقمية. ودعا العقيد مدثر المواطنين إلى عدم التفاعل مع أي رسائل مشبوهة أو مزعومة تصدر عنه أو عن القيادة العسكرية، مشيراً إلى أن كافة التعاملات الرسمية تجري ضمن القنوات الحكومية المعتمدة فقط.
تأتي هذه التحذيرات في وقت تتزايد فيه جرائم النصب الإلكتروني التي تستغل ثقة المواطنين في المؤسسات السيادية، وذلك باستخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي كأداة لتمرير الاحتيال، في ظل تراجع الوعي الرقمي لدى قطاعات واسعة من المجتمع. وناشدت قيادة حلفا المواطنين بالإبلاغ الفوري عن أي حالة تواصل مثيرة للشك، كما شددت على أهمية التحقق من هوية المرسل قبل الاستجابة لأي طلب مالي أو إداري.
وفي ذات السياق، لاقت خطوة التحذير ترحيبًا واسعًا في الأوساط المحلية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن تقديرهم لشفافية المؤسسة العسكرية وسرعة تدخلها لحماية المواطنين من عمليات الخداع، في وقتٍ تسعى فيه الأجهزة الأمنية السودانية إلى رفع مستوى الحماية الرقمية وتوعية الجمهور بمخاطر الاحتيال الرقمي.
هذه الواقعة تكشف عن حجم التحدي المتزايد الذي تواجهه الجهات الأمنية في ظل تطور أساليب الجريمة الإلكترونية، وهو ما يفرض على الجميع، سلطات وأفرادًا، العمل سوياً لمواجهة هذا الخطر المتنامي الذي لا يعترف بالحدود الجغرافية، ولا يتردد في استغلال أي ثغرة لبث الفوضى والاحتيال.