
نزوح جماعي بالنيل الأزرق.. 330 أسرة تهرب من قراها
النيل الأزرق – الهدهد نيوز
في مشهد يعيد إلى الأذهان لقطات الهروب في زمن الكوارث، لم يكن أمام مئات العائلات في محلية ود الماحي سوى حمل أطفالهم وأغراضهم القليلة والفرار صوب المدارس والمباني العامة، حين أغرقت الأمطار الغزيرة قراهم دون سابق إنذار.
330 أسرة تركت خلفها الجدران الطينية التي كانت تؤويها، بعد أن انهارت تحت سطوة المطر، بحسب ما أفادت به المنظمة الدولية للهجرة، التي رصدت عمليات النزوح المفاجئ في تقاريرها الميدانية الأخيرة.
لم تكن هناك سيارات إجلاء، ولا ملاجئ مجهزة، فقط مدارس خاوية ومكاتب حكومية تحولت فجأة إلى محطات نجاة، استقبلت صرخات الأطفال وارتباك الأمهات، وسط غياب شبه كامل للمساعدات العاجلة.
ورغم أن السيناريو يتكرر كل عام تقريبًا، إلا أن الاستعدادات – وفق ما يقول السكان المحليون – لم تكن كافية.
فالمياه هاجمت البيوت من كل الجهات، واقتلعت الأبواب والنوافذ، وشردت العائلات دون أن تترك فرصة للعودة.
المنظمة الدولية للهجرة أطلقت نداءً عاجلاً، داعية إلى توفير الغذاء، والمياه، والفرش، ووسائل الحماية من الأمراض، وسط مخاوف من تدهور الوضع الإنساني مع استمرار هطول الأمطار.
وبينما يبحث الأطفال عن أحذيتهم المفقودة في الطين، تقف ود الماحي من جديد أمام أسئلة لم تُجب بعد:
من يحمي أهلها من مطر الخريف؟
ومن يردّ للنازحين حقهم في بيت آمن لا يسقط مع أول غيمة؟