مقتل قائد ميداني بارز للدعم السريع في قلب غرب كردفان.. رصاصات غامضة تنهي حياة اللواء
متابعات _ الهدهد نيوز

مقتل قائد ميداني بارز للدعم السريع في قلب غرب كردفان.. رصاصات غامضة تنهي حياة اللواء
الهدهد نيوز – المجلد – الإثنين 4 أغسطس 2025م
في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات الأمنية في مناطق التماس بولاية غرب كردفان، قُتل اللواء كول ويشار، أحد القادة الميدانيين المرتزقة المنحدرين من دولة جنوب السودان، في مدينة المجلد، وذلك إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين مساء أمس، وفقًا لما أفادت به مصادر أمنية مطلعة.
وأكدت المصادر أن القتيل كان يشغل منصبًا قياديًا ضمن المجموعات الأجنبية الداعمة لمليشيا الدعم السريع، وارتبط اسمه بسلسلة من العمليات القتالية التي نُفذت في مناطق متعددة بولايات كردفان ودارفور خلال الأشهر الماضية، حيث يُعتقد أنه كان يتولى تنسيق تحركات لوجستية لمجموعات مرتزقة عبر الحدود الجنوبية الغربية للبلاد.
وتضاربت الروايات حول الجهة التي تقف وراء عملية الاغتيال، حيث لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى لحظة إعداد هذا الخبر، في حين رجحت بعض المصادر أن تكون العملية نتيجة لتصفيات داخلية في صفوف المرتزقة، بينما لم تستبعد مصادر أخرى أن تكون “عملية دقيقة نفذتها جهة استخباراتية سودانية”، في إطار ملاحقة عناصر أجنبية متورطة في القتال إلى جانب الدعم السريع.
وتأتي هذه العملية بعد أيام من تحذيرات رسمية أطلقتها الحكومة السودانية بشأن تنامي ظاهرة المرتزقة الأجانب في ساحة الحرب السودانية، وخاصة من دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان، ووجود أدلة على دعم وتمويل خارجي لهم، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي السوداني.
ويُعد اللواء كول ويشار أحد أبرز القادة غير السودانيين الذين ظهروا في ساحة الصراع مؤخرًا، حيث نُسبت إليه مسؤولية الإشراف على تدريب مجموعات مقاتلة في مناطق حدودية نائية، الأمر الذي أثار قلق جهات محلية ودولية من تحول المنطقة إلى بؤرة استقطاب للمرتزقة والجماعات العابرة للحدود.
وقد سارعت سلطات ولاية غرب كردفان إلى فرض إجراءات أمنية مشددة في محيط مدينة المجلد، وأطلقت تحقيقًا عاجلاً لتحديد ملابسات الحادث، وسط صمت مطبق من مليشيا الدعم السريع التي لم تعلق حتى الآن على مقتل حليفها الميداني.
وتسلط هذه الحادثة الضوء على هشاشة الوضع الأمني في المناطق الحدودية، وتفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات حول مدى سيطرة المليشيات على عناصرها المرتزقة، وخطورة تحول الصراع السوداني إلى حرب مفتوحة بين فصائل وجنسيات متعددة، تُدار بأجندات إقليمية ودولية.
