إعلان
اخبارصحتك

إحذر “العين الراقصة”.. متلازمة نادرة تربك الأطباء وتُنذر بالإصابة بالسرطان

متابعات _ الهدهد نيوز

إعلان

إحذر “العين الراقصة”.. متلازمة نادرة تربك الأطباء وتُنذر بالإصابة بالسرطان

إعلان

متابعات – الهدهد نيوز _ في واحدة من أكثر المتلازمات العصبية النادرة التي تثير حيرة الأطباء، كشفت تقارير طبية عن تفاصيل “متلازمة العين الراقصة“، وهي اضطراب نادر ومعقد يُصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، ويؤثر بشكل مباشر على حركات العين والجهاز العصبي. ووفق ما أوضحته الدكتورة أنكيتا مولتشانداني، استشارية طب العيون، فإن هذه الحالة، المعروفة علمياً باسم متلازمة الرمع العضلي (OMS)، تُسبب حركات سريعة وغير منتظمة للعينين، مصحوبة بارتعاشات عضلية وتدهور في القدرة على التنسيق الحركي، بالإضافة إلى اضطرابات في النوم والسلوك، ما يجعلها من أخطر الاضطرابات العصبية المرتبطة بأسباب خفية ومعقدة.

 

إعلان

 

المفاجأة التي أربكت كثيرين هي ارتباط هذه المتلازمة في حالات عديدة بنوع نادر من السرطان يُسمى “الورم الأرومي العصبي”، خاصة عند الأطفال دون سن الثالثة. ويعد هذا الورم أحد أكثر أنواع السرطانات شراسة حين يتعلق بالجهاز العصبي للأطفال. أما لدى البالغين، فترتبط “العين الراقصة” باضطرابات مناعية ناتجة عن رد فعل الجسم تجاه وجود ورم خفي في أعضاء أخرى مثل الرئة أو الثدي أو المبايض، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة عصبية بالخطأ، مسبّباً أعراضاً خطيرة في الدماغ والجهاز العصبي.

إعلان

 

 

 

ويُظهر المصابون أعراضاً عدة، أبرزها الحركات المفاجئة والمتكررة للعين في اتجاهات متعددة دون توقف، وتشجنات الأطراف، واضطرابات الكلام عند الأطفال، وتراجع ملحوظ في التطور الحركي، وصعوبات النوم، فضلاً عن تغيّرات مزاجية حادة وتهيّج أو حتى انطواء غير مبرر، مما يصعب عملية التشخيص في بدايتها، خاصة إذا لم تكن الأعراض مصحوبة بأعراض جسدية أكثر وضوحًا.

وما يزيد من تعقيد هذه الحالة أن أعراضها ليست بالضرورة مميتة، لكنها قد تُخلّف آثاراً طويلة الأمد، خصوصًا إذا لم يتم تشخيصها في مراحلها المبكرة، حيث تؤكد الطبيبة أن النجاح في علاجها يعتمد بالأساس على علاج السبب الأصلي، سواء كان ورماً سرطانيا أو اضطراباً مناعياً. وفي حال أهملت الحالة، قد تتدهور قدرات الطفل الإدراكية والحركية بشكل يصعب تداركه لاحقًا.

 

 

ويعكف الباحثون حول العالم على دراسة هذه المتلازمة الفريدة، في محاولة لفهم الرابط الدقيق بين النظام المناعي والأعصاب والسرطان، في ظل حالات تظهر فيها الأعراض العصبية قبل حتى اكتشاف الورم السرطاني، ما يحوّل المتلازمة إلى جرس إنذار طبي مبكر.

ويشدد الأطباء على أهمية مراقبة الأعراض غير المعتادة لدى الأطفال خصوصًا، إذ إن تأخر المشي أو تغيرات سلوكية حادة، مثل فقدان الكلام أو الحركات العشوائية للعين، قد تكون دلالة مبكرة على وجود حالة عصبية تتطلب فحصاً دقيقاً، بما في ذلك فحوص الدماغ والتصوير بالرنين المغناطيسي.

 

 

رغم كل ما يُثار حول خطورة المتلازمة، إلا أن الأمل ما زال قائماً بفضل الاكتشافات الحديثة والعلاجات المتقدمة التي تشمل الأدوية المناعية والعلاج الكيميائي عند الحاجة، بالإضافة إلى برامج إعادة التأهيل الحركي والسلوكي، التي تساعد الأطفال على استعادة قدراتهم بشكل تدريجي.

في النهاية، تبقى “متلازمة العين الراقصة” تذكيراً بمدى ترابط الجسد البشري وتعقيده، وأن عرضاً بسيطاً مثل “حركة عين غير عادية” قد يخفي وراءه قصة طبية أكبر وأعمق مما نتخيل.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى