
مخاوف في جنوب دارفور من تعثر الموسم الزراعي لهذا السبب
نيالا – النورس نيوز _ أعرب عدد من المزارعين في ولاية جنوب دارفور عن قلقهم المتزايد إزاء احتمالات تعثر الموسم الزراعي خلال فصل الخريف الجاري، في ظل التذبذب الواضح في معدلات هطول الأمطار، وهو ما يهدد إنتاج المحاصيل ويثير مخاوف من خسائر محتملة في الزراعة المطرية التي تُعد المصدر الأساسي للزراعة في الإقليم.
ويعتمد سكان جنوب دارفور بصورة شبه كاملة على الأمطار الموسمية لتأمين احتياجاتهم الزراعية، حيث تشكل الزراعة المطرية العمود الفقري للنشاط الاقتصادي بالولاية. وأكد المزارع صديق يعقوب من منطقة سانية دليبة بمحلية السلام أن تأخر هطول الأمطار هذا العام تسبب في تعطيل عمليات الحراثة، الأمر الذي قد يؤدي إلى خروج بعض المحاصيل من الدورة الزراعية وعلى رأسها الفول السوداني الذي يتطلب توقيتاً دقيقاً للزراعة.
وأضاف يعقوب أن المزارعين اعتادوا في مثل هذا الوقت من السنة على إتمام عملية إزالة الحشائش المعروفة محلياً بـ”الجنكاب”، إلا أن تأخر الأمطار حال دون ذلك، مبيناً أن شهر أغسطس عادة ما يشهد هطولاً غزيراً يعرف محلياً بـ”الأنة”، غير أن هذا النمط لم يتحقق خلال الموسم الجاري.
ومن جانبه، أوضح المزارع أحمد مالك من محلية كأس أن الأمطار لم تهطل خلال أغسطس سوى مرة واحدة فقط، مما انعكس سلباً على نمو المحاصيل التي بدأت تظهر عليها علامات الجفاف. وحذر من أن استمرار هذا الوضع قد يقود إلى خسائر كبيرة في الإنتاج.
وفي محليتي بليل وكتيلا، أشار مزارعون آخرون إلى أن المحاصيل تنمو بوتيرة بطيئة بسبب ضعف معدلات الأمطار، ما دفع بعضهم إلى إعادة الزراعة بعد فشل المحاولة الأولى نتيجة نقص المياه مقارنة بالمواسم السابقة.
وتُعد محليات السلام وكتيلا وبليل وقريضة من أبرز المناطق الزراعية بجنوب دارفور، حيث تشتهر بإنتاج الذرة والفول السوداني وتعتمد عليها مدينة نيالا، حاضرة الولاية، في تأمين جزء كبير من احتياجاتها الغذائية. ويخشى مزارعو الإقليم من أن يؤدي استمرار التذبذب في معدلات الأمطار إلى تداعيات مباشرة على الأمن الغذائي المحلي ودخل الأسر الزراعية التي تعتمد بشكل رئيسي على الموسم الخريفي كمورد للرزق.