الاحتجاجات الأمريكية تتوسع إلى 12 مدينة وسط تضليل رقمي يغذي التوترات
متابعات _ الهدهد نيوز

الاحتجاجات الأمريكية تتوسع إلى 12 مدينة وسط تضليل رقمي يغذي التوترات
متابعات _ الهدهد نيوز _ اتسعت رقعة المظاهرات في الولايات المتحدة لتشمل ما لا يقل عن 12 مدينة كبرى، وسط أجواء مشحونة بالتوتر السياسي والاجتماعي، وتصاعد في استخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر محتويات وصفها الخبراء بالمضللة، ما أجج الجدل حول دور الخوارزميات في تضخيم أو تشويه المشهد العام.
وبدأت المظاهرات في مدينة لوس أنجلوس، احتجاجًا على سياسات إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية، وسرعان ما انتقلت إلى مدن مثل نيويورك وشيكاغو وسان فرانسيسكو ودنفر ولاس فيغاس وفيلادلفيا وواشنطن العاصمة، وغيرها، حيث حملت الشعارات مطالب متباينة تراوحت بين العدالة الاجتماعية، ورفض عسكرة الشوارع، وحرية التعبير.
وبينما بدت الشوارع في كثير من المدن هادئة إلى حد كبير في الواقع، بدا الوضع على الإنترنت مغايرًا تمامًا، إذ غمرت الشبكات الاجتماعية بمقاطع فيديو مثيرة، بعضها قديم أو مزيف أو معدل بالذكاء الاصطناعي، ما خلق انطباعًا بوجود أزمة مستمرة وعارمة لا تعكس بالضرورة الصورة الميدانية الفعلية.
وبحسب تحليل نشرته CNN، فإن خوارزميات منصات مثل TikTok وX (تويتر سابقًا) ساهمت في تضخيم بعض المشاهد والصور، بما فيها مقاطع يُعتقد أنها مفبركة، من بينها مقطع يظهر أحد عناصر الحرس الوطني يُهدد باستخدام الغاز ضد المتظاهرين، وقد حصد أكثر من 900 ألف مشاهدة قبل أن يُزال لاحقًا.
الخبيرة في الإعلام الرقمي بجامعة جورجتاون، رينيه دي ريستا، اعتبرت أن ما يحدث يعيد إلى الأذهان أجواء التوتر المعلوماتي التي رافقت احتجاجات جورج فلويد عام 2020، مشيرة إلى أن تضارب الروايات، وتعدد مصادر الأخبار غير الموثقة، يصعب من مهمة التمييز بين الحقيقة والتضليل.
وفي هذا السياق، حذر مكتب حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، من نشر وتداول معلومات دون التحقق من مصادرها، مشيرًا إلى أن بعض المقاطع المنتشرة عبر الإنترنت عائدة لأحداث جرت قبل أعوام، بينما يُعاد تداولها على أنها حديثة في سياق التحريض أو التهويل.
من جانبه، شارك السيناتور تيد كروز مقطعًا يُظهر سيارات شرطة تحترق في لوس أنجلوس، معلقًا بأن ما يحدث “ليس سلميًا”، غير أن المقطع ثبت لاحقًا أنه يعود إلى عام 2020، ما أثار انتقادات من ناشطين اتهموا بعض السياسيين بتغذية الانقسام باستخدام محتوى قديم في سياق جديد.
وكانت هناك أيضًا مزاعم انتشرت تفيد بأن المكسيك تفكر في تدخل عسكري، وهو ما نفته السلطات تمامًا، مؤكدة عدم وجود أي تحرك رسمي بهذا الاتجاه، في وقت تجاوزت فيه مشاهدات المنشور المضلل مليوني مشاهدة على منصة إكس.
ويقول مراقبون إن الانقسام في الروايات على وسائل التواصل الاجتماعي يعكس الاستقطاب المتزايد بين المنصات المختلفة، حيث تسود توجهات محافظة على “إكس”، تقابلها وجهات نظر يسارية على منصات مثل Bluesky، مما يعزز فكرة أن المواطنين الأمريكيين باتوا يعيشون في “فقاعات معلوماتية” متباينة، تؤثر في فهمهم لما يجري على الأرض.
في ظل هذا الواقع، تعلو الأصوات المطالبة بضبط آليات نشر المعلومات، وتعزيز دور المنصات في الحد من انتشار الأخبار المفبركة، خاصة في سياقات أمنية واجتماعية حرجة، قد يؤدي فيها التضليل الرقمي إلى تفاقم العنف أو التأثير على السياسات العامة.