
اتفاق تاريخي بين مصر والسودان
متابعات _ الهدهد نيوز _ في خطوة وُصفت بالاستراتيجية، أعلنت شركة كهرباء السودان عن توقيع اتفاق مهم مع شركة الكهرباء المصرية، يهدف إلى رفع الحصة الكهربائية المخصصة للولاية الشمالية، وذلك من خلال مشروع الربط الكهربائي بين السودان ومصر. الإعلان جاء بعد زيارة رسمية قام بها وزير الطاقة والنفط السوداني، الدكتور محي الدين نعيم محمد سعيد، إلى جمهورية مصر العربية، حيث أجرى مباحثات مع وزير الكهرباء والطاقة المصري، الدكتور محمود عصمت.
ويُعد هذا الاتفاق جزءاً من الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة السودانية لمعالجة أزمة التيار الكهربائي التي تسببت في معاناة كبيرة للمواطنين، لا سيما في ظل الاعتداءات المتكررة على محطات الكهرباء التحويلية من قبل قوات الدعم السريع، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في إنتاج وتوزيع الطاقة في عدة مناطق من البلاد، وعلى رأسها الولاية الشمالية.
من المتوقع أن يسهم هذا الاتفاق في تحسين استقرار الإمداد الكهربائي بشكل تدريجي في المنطقة، ويعزز من قدرة السودان على الاستفادة من فائض الإنتاج الكهربائي المصري، لا سيما في أوقات الذروة أو حالات الطوارئ.
وفي السياق ذاته، أكد المهندس مستشار عبدالله أحمد محمد علي، مدير عام شركة كهرباء السودان القابضة، أن إعادة التيار الكهربائي إلى الولاية الشمالية ستتم على مراحل، مشيراً إلى أنه سيتم اعتماد نظام برمجة عادل لتوزيع الكهرباء حسب الكميات المتاحة، وذلك لضمان إيصال الخدمة إلى جميع المناطق بشكل منظم وفعّال.
وأضاف أن الشركة ملتزمة بتطبيق سياسة توزيع متوازنة تهدف إلى تحسين جودة الحياة في الولاية الشمالية، وتخفيف الأعباء التي يواجهها المواطنون نتيجة الانقطاعات المتكررة، مشيراً إلى أهمية التعاون الإقليمي والدولي في تعزيز البنية التحتية للطاقة في السودان، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
ويُذكر أن مشروع الربط الكهربائي بين السودان ومصر يُعد من أبرز مشروعات التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وقد تم تشغيله جزئياً منذ سنوات، إلا أن خطط التطوير والزيادة المستمرة فيه تعزز من فرص الاستفادة المتبادلة، وتفتح آفاقاً جديدة لتحقيق الأمن الطاقي في المنطقة.