
تغريدة جديدة لـ موهوزي تثير الجدل مجددًا
متابعات _ الهدهد نيوز _ في تطور جديد أثار جدلاً واسعاً داخل وخارج أوغندا، نشر قائد قوات الدفاع الأوغندية ونجل الرئيس يويري موسيفيني، الجنرال موهوزي كاينيروجابا، سلسلة من التغريدات المثيرة للجدل عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أكد فيها احتجازه لأحد أبرز النشطاء المعارضين داخل مقر إقامته الخاص، وهدد باستخدام العنف في حال عدم الاستجابة لمطالبه. هذا الإعلان المفاجئ يأتي في سياق حالة من التوتر السياسي المتصاعد في البلاد قبيل الانتخابات المقبلة، حيث تتزايد المخاوف من تصعيد الخلافات بين السلطة والمعارضة إلى مستويات أكثر حدة.
الحادثة تعلقت بالناشط إيدي موتوي، المعروف بكونه الحارس الشخصي للمغني والسياسي المعارض الشهير بوبي واين، والذي اختفى منذ 27 أبريل 2025. وكان حزب “منصة الوحدة الوطنية” المعارض قد أصدر بياناً يتهم فيه “مسلحين مجهولين” باختطاف موتوي من إحدى ضواحي العاصمة كمبالا، دون معرفة مصيره أو الجهة التي تقف خلف عملية الاحتجاز. وفي المقابل، أكدت الشرطة الأوغندية أن الشخص المعني، المعروف رسميًا باسم إدوارد سيبوفو، لا يوجد في حجز أي من أجهزتها.
التصريحات التي أطلقها الجنرال موهوزي عبر حسابه الرسمي، شملت نشر صورة يُعتقد أنها لموتوي، بدا فيها بلا قميص، وعلق عليها قائلاً إنه تم القبض عليه “مثل الجرادة”، في تعبير أثار انتقادات واسعة النطاق. وأضاف الجنرال في رد على منشور سابق من بوبي واين حول اختفاء الحارس: “إنه في قبوي… وأنت التالي!”، قبل أن يعود ليؤكد أنه لن يفرج عنه إلا بأمر مباشر من الرئيس موسيفيني.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر الحكومة الأوغندية أو قوات الجيش والشرطة أي توضيحات رسمية أو ردود على طلبات وسائل الإعلام للتعليق على هذه التصريحات، ما زاد من حالة الغموض المحيطة بالقضية. في الوقت ذاته، أعادت صفحة حزب المعارضة نشر الصورة التي تم تداولها على منصة “إكس”، في محاولة لتأكيد صحة مزاعمها، ودعت إلى الإفراج الفوري عن موتوي، معتبرةً ما حدث انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان.
من جهة أخرى، أعادت هذه الحادثة تسليط الضوء على الأسلوب الذي يتبعه الجنرال كاينيروجابا في تعامله مع القضايا السياسية، إذ عرف سابقاً بتصريحاته الحادة والمثيرة للجدل. ففي عام 2022، هدد باجتياح كينيا المجاورة، كما سبق أن صرح برغبته في “قطع رأس” بوبي واين، وهو ما أدى إلى انتقادات حادة من المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي. وتُثار تساؤلات حول مدى تأثير هذه التصريحات على مستقبل الاستقرار السياسي في أوغندا.
وفي خلفية المشهد، يبقى الرئيس يويري موسيفيني، الذي يتولى الحكم منذ عام 1986، لاعباً رئيسياً في مستقبل البلاد السياسي. وقد أبدى في أكثر من مناسبة نيته الترشح مجدداً للانتخابات الرئاسية المقبلة، ما يثير مخاوف متزايدة من احتدام الصراع بين أقطاب السلطة والمعارضة، في وقت تشهد فيه البلاد تحديات اقتصادية وأمنية متزايدة.
الملفت أن هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها الجنرال موهوزي بجدل خارجي أيضاً، إذ سبق له أن أدلى بتصريحات مثيرة تتعلق بجيران أوغندا، أبرزها ما قاله في الأشهر الماضية عن استعداده لاجتياح العاصمة السودانية الخرطوم. ففي تغريدة له حينها، أشار إلى أن الفوضى في السودان ستنتهي قريباً، ملمحاً إلى تدخل محتمل، ومحذراً شباب الخرطوم من أنهم “سيتعلمون الحرب عن قرب”. كما أبدى دعمه للعودة المحتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، معتبراً أن ذلك سيعزز نفوذ أوغندا الإقليمي.
هذه التصريحات أثارت موجة من الاستياء في السودان، حيث رأت فيها جهات إعلامية وسياسية نوعاً من التهديد الإقليمي غير المبرر، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية الهشة في البلاد. وتُعد مثل هذه المواقف جزءاً من نمط متكرر في الخطاب العام للجنرال كاينيروجابا، الذي يسعى، بحسب مراقبين، إلى ترسيخ صورة قوية ومؤثرة له في المشهد السياسي الأوغندي وربما التحضير لخلافة والده.
أما على الصعيد الحقوقي، فقد عبّرت منظمات دولية عن قلقها من الممارسات التي تُسجل في أوغندا بحق النشطاء والمعارضين، خصوصاً ما يتعلق بالاحتجاز غير القانوني والاختفاء القسري. ويُتوقع أن تُسلط الأضواء خلال الأيام المقبلة على هذه الحادثة، وسط مطالب متزايدة بفتح تحقيق شفاف يوضح ملابسات ما جرى، واحترام المعايير الدولية في التعامل مع القضايا السياسية والمعارضة.
في ظل هذا السياق المعقد، يبقى مصير إيدي موتوي مجهولاً، فيما تزداد الضغوط على الحكومة الأوغندية لتقديم تفسير رسمي وواضح لما حدث، ووضع حدٍ للتهديدات التي تُطلق عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل شخصيات نافذة في السلطة.