
سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني اليوم
متابعات _ الهدهد نيوز _ في ظل استمرار الحرب المستعرة منذ أبريل 2023، يواجه السودان أزمة اقتصادية خانقة تتجلى بوضوح في تدهور غير مسبوق لسعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، وسط غياب شبه تام لتدخلات البنك المركزي، وهيمنة السوق الموازي على حركة التداول.
ورغم تسجيل استقرار نسبي في أسعار العملات خلال تعاملات الخميس، إلا أن المؤشرات الاقتصادية ترجّح استمرار التصاعد التدريجي لقيمة الدولار مقابل الجنيه، وهو ما يعكس هشاشة الوضع المالي وغياب أي بوادر على استقرار نقدي قريب.
وبحسب رصد موقع “أخبار السودان”، تراوحت أسعار صرف الدولار خلال الأيام الماضية بين 3,000 و3,190 جنيهاً، مع تداول واسع في نطاق 3,050 إلى 3,130 جنيهاً، بمتوسط بلغ نحو 3,100 جنيه للدولار. وفي تعاملات الخميس، بلغ متوسط سعر البيع 3,120 جنيهاً، إلا أن بعض العمليات وصلت إلى 3,150.55 جنيهاً، في ظل امتناع عدد من التجار عن البيع والاكتفاء بشراء العملات الصعبة، ما يعزز احتمالات موجة جديدة من الارتفاع.
ويرى مراقبون أن استمرار الأسباب الهيكلية للأزمة، من حرب مستمرة وانهيار في البنية المالية وتوقف شبه تام لعجلة الإنتاج، إضافة إلى اضطرابات سياسية ومصرفية متصاعدة، تقود العملة المحلية نحو مزيد من التدهور. وقد شكّل شهر يوليو 2025 نقطة تحول كارثية في مسار الجنيه، بتخطي الدولار حاجز الثلاثة آلاف جنيه لأول مرة في تاريخه.
في المقابل، تشهد الأسواق السودانية ارتفاعات حادة في أسعار السلع الأساسية، فاقمت من الأعباء المعيشية على المواطنين، في ظل غياب أي دور فاعل للدولة لكبح جماح الانهيار الاقتصادي. ويعزو خبراء هذه الأزمة المتفاقمة إلى فقدان الثقة بالنظام المصرفي، وتوقف الصادرات، وغياب التدفقات النقدية الأجنبية، إلى جانب غياب السياسات المالية الرشيدة والانفلات الأمني.
ويرى اقتصاديون أن تراجع الجنيه يعكس فشل السياسات الاقتصادية في المرحلة الانتقالية، التي كان يُفترض أن تمهّد لاستقرار مالي وتنمية مستدامة. غير أن استمرار الحرب وتفكك مؤسسات الدولة، وغياب الأجهزة التشريعية والرقابية، أدخل البلاد في دوامة من الانهيار، مع مخاوف حقيقية من وصول الأوضاع إلى نقطة اللاعودة وانزلاق السودان نحو كارثة إنسانية شاملة تهدد مستقبل الدولة واستقرارها.