
تفاصيل شلل طريق الرقيبات وتداعياته على الغذاء والدواء بدارفور
الهدهد نيوز – 20 يوليو 2025 في تطوّر مقلق يُنذر بأزمة إنسانية واقتصادية حادة، توقفت حركة عبور العربات الصغيرة والشاحنات تمامًا على طريق الرقيبات الحيوي، الذي يُعد الشريان الرئيسي بين دولة جنوب السودان وولايات دارفور، نتيجة الأمطار الغزيرة التي ضربت المنطقة خلال الأيام الماضية.
وأفادت مصادر محلية لمراسل “دارفور24” أن السيول الكثيفة غمرت المسارات الترابية، وتسببت في تعطل شبه كامل لحركة النقل، الأمر الذي أدى إلى عزل مناطق واسعة بولايات غرب وشرق دارفور، وسط تحذيرات من نقص وشيك في السلع الغذائية والدوائية.
وقال التاجر عبد الرحمن هارون، من مدينة الضعين، إن آخر مركبة استطاعت عبور الطريق كانت قبل أسبوع، وتوقفت عند منطقة “عطيات” الوسطى، التي عادةً ما تُقطع في ثلاث ساعات خلال الصيف. وأضاف أن الطريق البديل عبر “مسار النعام” لا يزال قيد الاستخدام المحدود، لكنه مكلف جدًا، ولا يصلح لفترة طويلة بسبب وعورة التضاريس واستمرار هطول الأمطار.
وبحسب هارون، فإن استمرار توقف طريق الرقيبات سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية في مدن دارفور، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، ما ينذر بانهيار إضافي لقدرة المواطنين على توفير احتياجاتهم اليومية، خاصة في المناطق المحاصرة أصلاً بالنزوح وانعدام الأمن.
ويُعرف طريق الرقيبات بأهميته الاستراتيجية، إذ يربط جنوب السودان بعدة ولايات سودانية ويُستخدم لنقل البضائع والوقود، بالإضافة إلى كونه ممرًا إنسانيًا مهمًا للفارين من مناطق النزاع، والمرضى الذين يسعون للحصول على العلاج أو الأدوية.
وفي هذا السياق، قال محمد محمود، عضو اللجان المدنية بشرق دارفور، إن الطريق لا يقتصر على دوره الاقتصادي، بل يمثل شريان حياة إنساني يستخدمه آلاف المواطنين في إسعاف الحالات الطارئة، وجلب الأدوية المنعدمة داخل مستشفيات دارفور. وأكد أن الطريق المقطوع أدى إلى شلل شبه كامل في حركة المساعدات الطبية والمواد التموينية.
وأشار محمود إلى أن سكان المنطقة باتوا يعتمدون على وسائل بدائية وطرق جانبية غير آمنة، وهو ما يُضاعف المخاطر في ظل غياب تام لحلول حكومية مستدامة، مطالبًا بإرسال فرق عاجلة لفتح الطريق أو إنشاء بدائل مؤقتة قبل دخول موسم أغسطس، الذي يشهد عادةً ذروة هطول الأمطار.
ويأتي توقف طريق الرقيبات في وقت حرج تعاني فيه المنطقة من تداعيات الحرب المستمرة، وانهيار البنية التحتية، وتدهور الخدمات الأساسية. وتزداد المخاوف من أن يؤدي هذا الانقطاع إلى كارثة غذائية وصحية تهدد الآلاف من الأسر، خاصة في ظل تراجع الإمدادات وضعف الاستجابة الإنسانية.
ومع اتساع رقعة الضرر، يطالب ناشطون ومنظمات محلية ودولية بسرعة التدخل وإعادة تأهيل الطريق أو توفير ممرات بديلة، لتفادي كارثة جديدة في منطقة تُعد من أكثر المناطق هشاشةً في السودان.