
اتفاق ضخم سيغير معبر أرقين كلياً
متابعات _ الهدهد نيوز _ في خطوة استراتيجية تهدف لتعزيز الأمن والتنمية على الحدود، بحث السودان ومصر إمكانية نقل تجربة تشغيل معبر رفح إلى معبر أرقين الحدودي، ضمن مشروع مشترك لتحديث وتأمين المعابر بين البلدين. وجاء ذلك خلال زيارة وفد سوداني رفيع إلى العاصمة المصرية القاهرة برئاسة الفريق الركن ياسر محمد عثمان، المدير العام للإدارة العامة للمعابر والمنافذ الحدودية، حيث أجرى الوفد مباحثات موسعة مع مسؤولين مصريين وممثلين عن شركة “ترويكا” ومنظومة الصناعات الدفاعية السودانية.
ضم الوفد عددًا من الخبراء والمختصين في مجال المعابر والبنى التحتية، من بينهم المهندس محمد نصر الدين والمهندس محمد فضل السيد، اللذان مثّلا منظومة الصناعات الدفاعية، إضافة إلى المدير التنفيذي لشركة “ترويكا”، حيث تم استعراض التجربة المصرية في إدارة وتشغيل المعابر البرية، وعلى رأسها معبر رفح، كنموذج متقدم يعتمد على التكنولوجيا الحديثة في مجالات التفتيش والمراقبة وإدارة حركة العبور.
الزيارة شملت جولات ميدانية داخل عدد من المعابر المصرية، حيث اطلع الوفد السوداني على الأنظمة الإلكترونية والكوادر المؤهلة التي تُدار بها المعابر، مما أسهم في تكوين تصور أولي لمشروع تطوير شامل لمعبر أرقين، يهدف إلى تحويله إلى معبر ذكي وآمن، يعمل بتقنيات حديثة لضبط حركة الأفراد والبضائع وتقليل الاختناقات الحدودية.
وأكد الفريق الركن ياسر محمد عثمان في تصريح صحفي أن هذا المشروع يمثل جزءًا من رؤية وطنية سودانية لتأمين الحدود وتعزيز السيادة، من خلال تطوير البنية التحتية للمعابر وتحديث أنظمة التشغيل وفق أعلى المعايير العالمية، موضحًا أن نقل تجربة معبر رفح إلى أرقين يعد نقلة نوعية في إدارة المنافذ السودانية.
ويُخطط من خلال هذا المشروع لإعادة تأهيل معبر أرقين من الناحية الإنشائية والتقنية، بالإضافة إلى تدريب الكوادر السودانية على التقنيات المستخدمة في مصر، وإنشاء مركز لوجستي متكامل يدعم النشاط التجاري وحركة التبادل بين البلدين. ويُعد معبر أرقين من النقاط الحدودية ذات الأهمية الاستراتيجية، لكونه يربط السودان بمصر ويشكل محورًا حيويًا على طريق الربط القاري بين الشمال والجنوب في إفريقيا.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تصاعد التعاون الأمني والاقتصادي بين الخرطوم والقاهرة لمواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك مكافحة التهريب والجريمة المنظمة، وتسهيل حركة التجارة والمواطنين، في ظل ظروف معقدة تمر بها المنطقة وتفرض ضرورة تحديث المعابر الحدودية بأساليب حديثة تضمن الأمان والفعالية.