
ما لا تعرفه عن حشرة “أبو مقص” في كردفان.. سمّ أقوى من الحريق!
اجتاحت حشرة “أبو مقص” أو ما تُعرف علميًا بـ**(Paederus)**، مناطق واسعة من إقليم كردفان في السودان خلال الأيام الماضية، مثيرةً ذعر السكان بعد تسجيل حالات إصابة جلدية مؤلمة تشبه الحروق الكيميائية. ويصفها الأهالي بأسماء مختلفة مثل “نملة النار”، “الدبور الكاذب”، أو حتى “الحشرة الملعونة”، لما تسببه من أضرار صحية جسيمة رغم صغر حجمها.
هذه الحشرة لا تلسع ولا تعض، لكنها تفرز مادة شديدة السمية تُدعى “البيديرين” (Pederin)، وهي مادة أثبتت الدراسات أنها أقوى من سم الأفاعي وبعض الحشرات السامة بأكثر من 12 ضعفًا، وتتسبب عند ملامسة الجلد بظهور أعراض تبدأ بالاحمرار والحكة الشديدة، ثم تتطور إلى بثور مائية وتقرحات قد تترك آثارًا دائمة في حال عدم التعامل معها بالشكل الصحيح.
ويحذر الأطباء في كردفان من التعامل الخاطئ مع هذه الحشرة، حيث أن سحقها أو فركها على الجلد يؤدي إلى تسرب السمّ مباشرة إلى الطبقة الخارجية للجسم، مسببة التهابات حادة لا تظهر غالبًا إلا بعد مضي 12 إلى 24 ساعة من التلامس، ما يجعلها من أكثر الحشرات خطورة في البيئة المحلية، خصوصًا خلال موسم الخريف الذي تنتشر فيه بفعل الأجواء الرطبة ومصادر الضوء الليلي.
وتنصح الجهات الصحية المواطنين باتباع إجراءات فورية عند الاشتباه بملامسة الحشرة، أبرزها غسل الجلد بماء وصابون فورًا، ثم تعقيمه بالكحول الطبي، مع مراقبة تطور الأعراض خلال الساعات التالية. كما يُفضل ارتداء ملابس تغطي كامل الجسم ليلًا، وفحص الفراش والملابس جيدًا قبل الاستخدام، مع تجنب النوم بجوار النوافذ المفتوحة أو تحت مصادر الإضاءة القوية التي تجذب الحشرة.
وفي الوقت الذي تنتشر فيه الحشرة بكثافة في أجزاء من كردفان، تؤكد الجهات الصحية أن التوعية المجتمعية هي خط الدفاع الأول للحد من الإصابات، داعيةً السكان إلى عدم الاستهانة بخطورة هذه الحشرة التي غالبًا ما تظهر فجأة وتترك أثرًا طويل الأمد.
يذكر أن هذه الحشرة تنتشر في عدد من دول أفريقيا وآسيا، ولكن تفشيها الموسمي في السودان بات يثير قلق الأطباء والسكان على حد سواء، مع ازدياد الإصابات الجلدية المرتبطة بها في الأعوام الأخيرة.