
الصدمة تعم السودانيين في مصر مساء الأحد
متابعات _ الهدهد نيوز _ خيم الحزن على أوساط الجالية السودانية في مصر، مساء الأحد، عقب وفاة رجل الأعمال السوداني المعروف عمر محمد عثمان، في حادث مأساوي ومفاجئ وقع بمنطقة كعابيش بحي فيصل في العاصمة المصرية القاهرة، أثناء استعداده لأداء صلاة العشاء. وتداولت أوساط السودانيين الخبر وسط صدمة وذهول، لما كان يتمتع به الفقيد من حضور مجتمعي وإنساني واسع.
وبحسب ما أوردته مصادر إعلامية مصرية، فإن الحادث وقع داخل البناية التي يقطن بها الفقيد، حيث سقط من الطابق العاشر بعد أن دخل المصعد دون الانتباه إلى أن الكابينة لم تكن في مكانها، مما أدى إلى سقوطه مباشرة ووفاته في الحال. وسارعت السلطات المصرية إلى مباشرة التحقيقات في الحادثة المروعة، التي وقعت في ظروف مفاجئة وصادمة لأسرته ولكل من عرفه عن قرب.
وقد شكّلت وفاة عمر محمد عثمان صدمة واسعة بين السودانيين المقيمين في مصر، وخاصة في أوساط الجالية بحي فيصل والمناطق المجاورة، حيث كان الراحل من الشخصيات البارزة في مجالات العمل الطوعي والإنساني، وشارك خلال السنوات الماضية في العديد من المبادرات المجتمعية التي استهدفت دعم الأسر المحتاجة والطلاب والمرضى، سواء داخل السودان أو في الخارج. وكان دائم الحضور في الفعاليات والمناسبات ذات الطابع الخيري، مما أكسبه احتراماً كبيراً لدى مختلف شرائح المجتمع السوداني.
عدد من الصفحات والجهات السودانية الناشطة في وسائل التواصل الاجتماعي سارعت إلى نعي الفقيد بكلمات مؤثرة، مشيدة بسيرته الطيبة وإسهاماته التي لا تُنسى في خدمة الآخرين. وعبّر كثيرون عن حزنهم العميق لخسارة شخصية عُرفت بتواضعها ونُبلها وحرصها الدائم على دعم من حولها دون انتظار مقابل. وقد تداول البعض صوره ومواقفه الإنسانية، داعين له بالرحمة والمغفرة، ومستذكرين أبرز مبادراته التي تركت أثرًا كبيرًا لدى من استفادوا منها.
وتوقعت مصادر مقربة من أسرة الفقيد أن يتم نقل جثمانه إلى السودان لدفنه في موطنه، وذلك بعد الانتهاء من الإجراءات الرسمية لدى السلطات المصرية، وسط انتظار حزين من قبل أسرته وأصدقائه الذين لم يصدقوا الخبر في بادئ الأمر. وأعادت هذه الحادثة المأساوية إلى الأذهان خطورة بعض أعطال المصاعد في البنايات السكنية بالقاهرة، والتي كانت سبباً في حوادث مماثلة خلال السنوات الأخيرة.
وبرحيل عمر محمد عثمان، تفقد الجالية السودانية في مصر أحد أعمدتها المضيئة، ورمزاً من رموز العمل الخيري الذي ظل حاضراً في السراء والضراء. ويبقى اسمه محفورًا في ذاكرة من عرفوه وعايشوا عطاؤه الذي لم ينقطع حتى اللحظة الأخيرة من حياته.