
مناوي: سفير دولة كبرى أبلغني بمقترح تشكيل ثلاث حكومات في السودان
بورتسودان – الهدهد نيوز
اتهم مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور المعيَّن من قبل الجيش السوداني، جهات داخلية وخارجية بالسعي إلى تفكيك السودان عبر مخططات سياسية وعسكرية بدأت ملامحها تظهر منذ اندلاع الحرب، مؤكداً أن وحدة البلاد ستبقى خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن الشعب السوداني سيقف في وجه أي محاولة لتقسيم الوطن.
وفي كلمة ألقاها أمام قيادات الإدارة الأهلية وممثلي اتفاق السلام وروابط إقليم دارفور في مدينة بورتسودان، كشف مناوي عن تلقيه اتصالاً من سفير دولة كبرى خلال أغسطس 2023، للاستفسار عن رأيه حول سيناريو تقسيم السودان إلى ثلاث حكومات. وقال مناوي إنه رفض الفكرة جملةً وتفصيلاً، مؤكداً أنه يتحدث باسم وطن لا يُباع ولا يُقسم، رافضاً التدخلات الخارجية التي تهدف لفرض واقع سياسي جديد.
واعتبر أن الواقع الميداني الحالي يُعبر عن تنفيذ عملي لهذه الرؤية التقسيمية، مضيفاً أن بقاء أي حكومة موازية لفترة طويلة قد يُستخدم ذريعة لفرض هدنة دائمة تحت غطاء المساعدات الإنسانية، وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على وحدة السودان وسيادته.
وانتقد مناوي ما وصفه بقصور الرؤية لدى بعض المسؤولين السودانيين، الذين يعتقدون أن السيطرة على العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة كافية لإحكام السلطة، معتبرًا هذا التصور تجاهلاً متعمداً للواقع المعقد في الأقاليم الأخرى، خاصة دارفور التي تعيش صراعاً مفتوحاً منذ عقود. واعتبر أن هذا التفكير الضيق يؤثر سلبًا على صناعة القرار الوطني ويعزز الفُرقة الجغرافية.
وفي ما يخص الأوضاع الإنسانية، حذّر مناوي من الوضع الكارثي الذي يعيشه أكثر من نصف مليون مواطن في مدينة الفاشر، نتيجة إغلاق المعابر من قبل قوات الدعم السريع ومنع دخول المساعدات، رغم موافقة الحكومة السودانية على هدنة إنسانية اقترحتها الأمم المتحدة. وأشار إلى أن الرفض الصريح لتلك الهدنة من قبل الدعم السريع يُعد تحدياً مباشراً للمجتمع الدولي، متهماً إياها بتلقي دعم نفطي ومالي من دولة بعينها، فضلاً عن حظوتها برعاية من قوى دولية كبرى، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهدين السياسي والإنساني في السودان.