عمار العركي .. دلالات زيارة افورقي الى مصر
• هي الزيارة الخامسة للرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى القاهرة وتعد بمثابة (حلقة جديدة وتنسيق جديد) في إطار سلسلسة من الحلقات والتنسيق بين البلدين والذي تسارعت وتيرته مؤخراً وفقاً للتطورات الأخيرة بالمنطقة ً.
• اريتريا حليف مهم لمصر ، زادت تلك الأهمية ومن جهة التداعيات الراهنة على صعيد عدد من الملفات والأزمات بالمنطقة ، على رأسها أزمتي الحرب في السودان والتعدي الأثيوبي على السيادة الصومالية ، اضافة لملفي امن البحر الأحمر ومشروع سد النهضة.
• الشاهد في الأمر أن ( أثيوبيا) هي القاسم المشترك ومحور غالبية الأزمات والتوترات و قضايا الملفات ، مما أحدث تحركات اقليمية سياسية ودبلوماسية من قبل الدول المتضررة كمصر و ارتريا والصومال والسودان ، والتي تمثلت في زيارات متبادلة بين تلك الدول على مستوى الرؤوساء والمبعوثين الرسميين والشخصيين والوفود رفيعة المستوى.
• وفي هذا الإطار ، سبقت زيارة افورقي زيارة مماثلة لسامح شكري لاسمرا ، والتي سبقتها زيارة وفد رفيع المستوى للقاهرة، جاءت الزيارة الحالية للرئيس الاريتري للنقاش والتفاكر مع القاهرة حول ما توصلت اليه التفاعلات والتحركات البينية على المستوى الاقل ، لذلك أتوقع أن يكون الغرض الاول من الزيارة ( وضع النقاط الرئاسية على حروف تقارير اللقاءات والزيارات المتبادلة).
• بالنظر للقضايا العالقة والملفات التي تم مناقشتها ، لا استبعد بان يكون لقاء (افورقي السيسي) قد خرج بالتوافق والمصادقة على برنامج وخطة عمل لمواجهة التهديد الاثيوبي والحد منه ومحاصرته سياسياً ودبلوماسياً وميدانياً.
• لا تستبعد دور إريتري في تأمين البحر الأحمر ولا تكون مهددة لأمن الملاحة فيه، نظراً لعلاقتها الجيدة مع مصر، خصوصاً أن هناك بعض القواعد الأجنبية في إريتريا، وجذب إريتريا إلى مصر هي خطوة جيدة لتطوير العلاقات في القرن الإفريقي”.
• نتوقع دور اريتري قادم بخصوص سد النهضة ، خاصةً في ظل ما يثار حالياً من حديث عن قواعد عسكرية مصرية في جنوب السودان ، وأي عمل تقوم به مصر بالتنسيق مع اريتريا ضد اثيوبيا في الوقت الراهن غالباً سيتقبله المجتمع الاقليمي المتضرر من اثيوبيل ، وغالبية المجتمع الدولي الذي يعلن أن مصر قد فعلت كل ما بوسعها لحل أزمة سد النهضة بينما اثيوبيا واصلت المماطلة والمضي قدماً في عملية المل ،والتشغيل بشكل فردي دون موافقة مصر و السودان.
خلاصة القول ومنتهاه:
بشكل عام ،وما يلي السودان لاحظنا خلال الفترة الاخيرة ارتفاع في وتيرة الاتصالات واللقاءات والتنسيق (المصري الاريتري) يقابله حالة من الفتور او لنقل الغموض فيما يخص علاقة السودان بالدولتين عكس أشهر الحرب الأولى ، خاصة وان تناول الزيارة لم يتبلور عنها أمر جديد وواضح سوي الاستمرار في مسار مبادرة دول الجوار التي تتبناها مصر و اربتريا ،