الهلال والمريخ وجهاً لوجه في ختام ملتهب
متابعات _ الهدهد نيوز _ في مشهد كروي طال انتظاره، تستعد ولاية نهر النيل لاحتضان واحدة من أكثر نسخ الدوري السوداني إثارة في تاريخه، بعدما أعلنت لجنة المسابقات بالاتحاد السوداني لكرة القدم عن جدول مباريات النسخة 29 من الدوري الممتاز، والتي تم تحويلها إلى نسخة مصغرة تُعرف بـ”دوري السوبر”، بمشاركة ثمانية فرق تتنافس على اللقب في فترة لا تتجاوز العشرين يومًا فقط.
ويحمل الموسم طابعًا استثنائيًا في كل تفاصيله، بدءًا من المكان، مرورًا بالروزنامة المضغوطة، ووصولًا إلى المواجهة الختامية المرتقبة بين عملاقي الكرة السودانية الهلال والمريخ، التي ستُلعب يوم 22 يوليو المقبل في مدينة الدامر، لأول مرة في تاريخ نهر النيل.
الهلال والمريخ.. قمة ملتهبة تعود لأرض الوطن
يشكل لقاء القمة المنتظر بين الهلال والمريخ محطة فارقة في تاريخ الكرة السودانية هذا الموسم، حيث تأتي بعد أن اضطرت الفرق إلى خوض مبارياتها الكبرى خارج البلاد لأول مرة، تحديدًا في موريتانيا، بسبب تداعيات الحرب التي طالت العاصمة الخرطوم وعدة ولايات. وفي موريتانيا، تبادل العملاقان الانتصارات، ليبقى الحسم النهائي داخل السودان، في أرض تُلهبها الحماسة والذكريات الكروية.
جدول مضغوط.. واختبارات قاسية للنجوم والمدربين
تنطلق البطولة يوم 4 يوليو على ملعبي عطبرة والدامر، حيث يواجه الهلال نظيره الميرغني كسلا في افتتاحية قوية، بينما يستهل المريخ مشواره أمام الأهلي مدني في لقاء خاص يقوده المدرب فاروق جبرة، أحد رموز المريخ سابقًا، في مواجهة مشحونة بالعواطف.
ويخوض كل فريق 7 مباريات خلال 20 يومًا فقط، ما يمثل تحديًا بدنيًا وفنيًا كبيرًا، ويجعل من كل نقطة حاسمة في سباق التتويج، في ظل غياب مرحلة التتويج المنفصلة، حيث يُمنح اللقب للفريق الأعلى نقاطًا مباشرة.
عودة الديربي للسودان.. ومواجهة “المريخين”
من اللقاءات اللافتة في روزنامة البطولة أيضًا، مواجهة المريخ الأبيض ضد المريخ الخرطوم، في لقاء يُطلق عليه “ديربي المريخين”، وسط ترقب جماهيري كبير، فيما يلتقي الهلال في الجولة الثانية مع الزمالة أم روابة، الوافد الجديد للمنافسة، في أول اختبار للفريق المغمور أمام عملاق العاصمة.
نهر النيل.. مسرح جديد لكرة القدم السودانية
احتضان ولايتي الدامر وعطبرة للبطولة بالكامل يُعد سابقة تُسجَّل في تاريخ الكرة السودانية، حيث تنقل المنافسة إلى مناطق أقل استهدافًا أمنيًا، وسط توقعات بحضور جماهيري ضخم نظرًا لشغف السكان بكرة القدم وغياب المباريات عن الملاعب لفترات طويلة في مناطق أخرى من البلاد.
صراع اللقب يتجاوز حدود التتويج
لا تقتصر أهمية هذه النسخة على التتويج فقط، بل تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الكرة السودانية على الصمود والاستمرارية رغم الظروف الأمنية والسياسية التي تعيشها البلاد. كما تمثل البطولة منصة لإبراز مواهب جديدة في ظل متابعة مكثفة من الأندية الكبرى والوكلاء الرياضيين.
وتعكس المنافسة هذا العام روح التحدي، حيث يسعى كل فريق لتجاوز الظروف الصعبة، وتحقيق إنجاز رياضي يعيد البسمة للجمهور السوداني المتعطش للفرح والانتصار، وسط واقع وطني يعاني ويلات الحرب والنزوح وتراجع البنية التحتية الرياضية.
