انفراجة في ملف النفط السوداني.. لمصفاة الجيلي
الخرطوم – الهدهد نيوز _ في خطوة طال انتظارها وتعد بمثابة بارقة أمل لقطاع الطاقة السوداني، بدأت مصفاة الجيلي الواقعة شمال العاصمة الخرطوم عملياتها التجريبية تمهيدًا لإعادة التشغيل الكامل خلال الأيام القادمة، وذلك وفقًا لمصدر مطلع تحدث لـ”الهدهد نيوز”.
وأوضح المصدر أن المحطة بدأت في استقبال النفط الخام من مربع 2B التابع لحقول هجليج، إضافة إلى النفط القادم من دولة جنوب السودان، حيث يتم نقله عبر المصفاة إلى ميناء بشائر شرقي البلاد لتصديره، في مؤشر واضح على استعادة أحد أهم الشرايين الاقتصادية في البلاد لنشاطه بعد فترة طويلة من التوقف.
وذكر المصدر أن أعمال الصيانة الجارية في المصفاة تنفذها شركات سودانية، وتركزت الإصلاحات على وحدات التخزين (التنوكات) التي تعرضت لأضرار جسيمة خلال الحرب، بينما لا تزال وحدات التشغيل الأساسية بحالة جيدة، ما يُعجّل من اكتمال الجاهزية الفنية للمصفاة.
وكان الجيش السوداني قد أعلن في يناير الماضي عن استعادته السيطرة الكاملة على مصفاة الجيلي بعد إخراج قوات الدعم السريع منها، حيث كانت المصفاة تحت قبضتهم منذ بداية الحرب في أبريل 2023.
ويُنتظر أن تؤدي إعادة تشغيل مصفاة الخرطوم إلى تقليص حجم الواردات النفطية، وتوفير العملة الصعبة، خاصة أن المصفاة كانت تغطي قبل الحرب نحو ثلثي احتياجات السودان من الوقود.
التطورات الجارية تأتي في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية معقدة، ويُنظر إلى قطاع النفط كأحد الحلول الجوهرية لإنعاش الاقتصاد، خصوصًا مع استمرار تصدير نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، وما يمثله من مورد إستراتيجي يعزز الاحتياطي النقدي ويخفض العجز المالي.
وتسعى السلطات الانتقالية لإعادة تأهيل ما دمرته الحرب من بنى تحتية حيوية، وتُعد عودة مصفاة الجيلي للتشغيل نقطة تحول في هذا المسار، خصوصًا مع اعتماد ملايين السودانيين على توفر الوقود ومشتقاته في حياتهم اليومية.
