
حادثة وفاة لاجئ سوداني بعد خلاف بمدينة الكفرة الليبية
متابعات _ الهدهد نيوز _ في حادثة مؤسفة تُسلّط الضوء على الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون السودانيون في ليبيا، لقي لاجئ سوداني مصرعه متأثراً بإصابة بالغة في الرأس، إثر شجار عنيف نشب بينه وبين لاجئ آخر من الجنسية ذاتها في مدينة الكفرة الليبية القريبة من الحدود مع السودان.
ووفقاً لشهادات محلية، فقد وقعت الحادثة يوم الإثنين الماضي، حين دخل الضحية ويدعى الطيب جمعة في مشادة كلامية سرعان ما تحولت إلى شجار عنيف، استُخدمت فيه آلة حادة وجهت ضربة قاتلة إلى رأسه، ما أدى إلى نزيف داخلي حاد. وعلى الرغم من نقله إلى مستشفى الكفرة في محاولة لإنقاذه، فقد لفظ أنفاسه الأخيرة بعد وقت وجيز.
وأكدت شرطة مدينة الكفرة في بيان رسمي مقتضب أنها تلقت بلاغاً عن الحادثة، ما استدعى تحركاً عاجلاً من قبل وحدات الشرطة التابعة لمركزي شرطة بزيمة وشرطة المدينة. وذكرت أن التحريات الدقيقة قادت إلى تحديد موقع المشتبه به، الذي كان مختبئاً في إحدى المزارع على طريق النسيج، وتم القبض عليه في عملية وصفتها الشرطة بأنها تمت بـ”احترافية عالية ودقة متناهية”.
وأوضحت السلطات الأمنية أنه تمت إحالة المتهم إلى النيابة العامة بعد استكمال إجراءات الاستدلال والتحقيقات الأولية، وذلك لاستكمال مسار العدالة وفق القوانين الليبية السارية.
اللاجئون السودانيون في ليبيا.. واقع هش وضغوط متزايدة
تُعد مدينة الكفرة واحدة من أبرز مراكز تجمع اللاجئين السودانيين في ليبيا، حيث تُشكل البوابة الشرقية لعبور الفارين من النزاع المسلح في السودان إلى أراضٍ يعتقدون أنها أكثر أماناً. ومع ذلك، تُظهر الأحداث المتكررة أن واقع هؤلاء اللاجئين لا يخلو من المخاطر، خصوصاً في ظل انعدام الدعم الإنساني الكافي والتوترات اليومية.
وبحسب إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى يونيو 2025، يُقدَّر عدد السودانيين المقيمين في ليبيا بنحو 313 ألف لاجئ، ينتشرون في مدن الكفرة وبنغازي وأجدابيا ومصراتة وطرابلس. وتواجه هذه الجاليات ظروفاً معيشية صعبة، تشمل نقص الخدمات، وضعف الحماية القانونية، وغياب فرص العمل والاستقرار.
ويرى مراقبون أن هذه الحوادث تعكس هشاشة الوضع الأمني والاجتماعي في بعض المدن الليبية، خاصة تلك القريبة من مناطق النزاع، حيث لا تزال هناك تحديات أمام ضبط الجريمة وتوفير بيئة آمنة للاجئين والمهاجرين.
وتطالب منظمات حقوقية بضرورة تعزيز الحماية القانونية للاجئين السودانيين في ليبيا، وتكثيف الجهود الأممية لمراقبة أوضاعهم الإنسانية والصحية والنفسية، في ظل التزايد المستمر لأعداد الفارين من مناطق النزاع في السودان، خاصة من إقليم دارفور الذي يشهد نزوحاً واسع النطاق منذ أبريل 2023.
دعوات لمحاسبة الجناة وضمان العدالة
في أعقاب الحادث، عبّر ناشطون سودانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من تكرار حوادث العنف بين أفراد الجاليات السودانية في المهجر، مطالبين السلطات الليبية بتحقيق شفاف وسريع، وضمان أن ينال المتهم العقوبة المستحقة وفقاً للقانون، مع توفير حماية أكبر لبقية أفراد الجالية في الكفرة.
كما دعا ناشطون الأمم المتحدة والمفوضية السامية للاجئين إلى التدخل لضمان بيئة إنسانية أكثر أماناً للاجئين في ليبيا، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، في ظل ما يواجهونه من ضغوط وصدمات متكررة قد تدفع بالبعض إلى سلوكيات عنيفة.