
نهاية مؤلمة لسوداني بدولة ليبيا
متابعات _ الهدهد نيوز _ طرابلس – شهدت العاصمة الليبية طرابلس حادثة مأساوية جديدة راح ضحيتها لاجئ سوداني يُدعى سالم عثمان، يبلغ من العمر 39 عامًا، بعدما تعرّض لهجوم دموي فجر السبت على يد مسلحين مجهولين في منطقة تاجوراء، الواقعة شرق المدينة، ما أعاد فتح ملف سلامة وأمن اللاجئين السودانيين في ليبيا، وسط تزايد حوادث الاستهداف والاعتداءات في الآونة الأخيرة.
وبحسب إفادات أحد أقارب الضحية، فإن المسلحين اقتحموا منزل عثمان في حوالي الساعة الرابعة والنصف صباحًا، وكان الدافع الرئيسي للهجوم السرقة، غير أن الأمور خرجت عن السيطرة عندما حاول المجني عليه الدفاع عن نفسه، فما كان من المعتدين إلا أن أطلقوا النار عليه مباشرة، ما أدى إلى مقتله على الفور، قبل أن يلوذوا بالفرار تاركين خلفهم جثة هامدة وذعرًا بين السكان.
وسارع جيران الضحية إلى الاتصال بالأجهزة الأمنية الليبية التي حضرت إلى موقع الجريمة، وبدأت تحقيقاتها الأولية وجمعت إفادات من سكان المنطقة، فيما تستمر السلطات في تعقب الجناة الذين لا تزال هويتهم مجهولة حتى لحظة إعداد هذا التقرير. وتم نقل جثمان عثمان إلى إحدى المشارح الرسمية في طرابلس، حيث يُنتظر استكمال الإجراءات القانونية اللازمة لإتمام عملية الدفن بإشراف الجهات المختصة.
الخبر أثار صدمة واسعة في أوساط الجالية السودانية والمجتمع المدني الليبي على حد سواء، وفتح من جديد تساؤلات عميقة حول مصير آلاف اللاجئين السودانيين الذين يعيشون في ليبيا، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتقلبة، وانتشار السلاح، وضعف سيطرة الدولة على بعض المناطق.
وبحسب منظمات دولية وتقارير إنسانية، فإن ليبيا تأوي قرابة 313 ألف لاجئ سوداني يتوزعون بين مناطق الكفرة وبنغازي وأجدابيا في الشرق، ومصراتة وطرابلس في الغرب، ويعيش معظمهم في ظروف معيشية صعبة، مع غياب الضمانات الأمنية والصحية والاجتماعية التي تكفل لهم الحماية، مما يجعلهم عرضة للاستهداف من قبل عصابات منظمة أو مسلحين منفلتين.
ويتحدث ناشطون حقوقيون عن تكرار حوادث مشابهة في الأشهر الماضية، دون أن يتم التحقيق الجدي أو محاسبة المسؤولين، ما يفاقم من إحساس اللاجئين السودانيين بعدم الأمان، ويجعلهم في وضع إنساني بالغ الخطورة. وطالب عدد من النشطاء وممثلي الجاليات الأفريقية الحكومة الليبية بالتدخل العاجل لحماية اللاجئين وتوفير المأوى الآمن لهم، كما دعوا المنظمات الدولية وعلى رأسها مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى لعب دور أكبر في دعمهم وتوثيق الانتهاكات الواقعة عليهم.
الحادثة المروّعة التي راح ضحيتها سالم عثمان ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة إذا استمر تجاهل معاناة اللاجئين، ويؤكد مراقبون أن أي تسوية سياسية في ليبيا يجب أن تتضمن بندًا واضحًا يضمن حقوق الأجانب واللاجئين في البلاد، خصوصًا مع تعقّد المشهد الأمني وتزايد نشاط المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون.