الهلال يصدم ريال مدريد في موقعة نارية لا تُنسى!
متابعات _ الهدهد نيوز _ في مفاجأة كروية من العيار الثقيل، نجح فريق الهلال السعودي في فرض التعادل الإيجابي بهدف لهدف على العملاق الإسباني ريال مدريد، وذلك في المباراة التي جمعتهما مساء الأربعاء ضمن منافسات كأس العالم للأندية 2025 التي تستضيفها مدينة ميامي الأمريكية. وقدّم الهلال أداءً بطولياً نال إشادة عشاق كرة القدم من مختلف أنحاء العالم، بعدما واجه بصلابة وتكتيك رفيع واحداً من أقوى الأندية الأوروبية وأكثرها تتويجاً بالبطولات.
المباراة انطلقت بأجواء جماهيرية حماسية، وسط حضور أكثر من 55 ألف متفرج، وشهدت بداية قوية من جانب ريال مدريد الذي حاول منذ الدقائق الأولى فرض سيطرته عبر تحركات هجومية سريعة بقيادة رودريغو وغارسيا. وتمكن الفريق الإسباني من إحراز هدف التقدم في الدقيقة 34 بعد تمريرة متقنة من رودريغو داخل منطقة الجزاء، وضعها غارسيا ببراعة في شباك الحارس المغربي ياسين بونو. غير أن الهلال لم يتأخر في الرد، حيث حصل على ركلة جزاء قبل نهاية الشوط الأول بدقائق، إثر لمسة يد واضحة على أحد مدافعي الريال داخل منطقة العمليات. وتولى النجم روبن نيفيس تنفيذ الركلة بنجاح، معيداً اللقاء إلى نقطة التعادل ومشعلاً حماسة الجماهير.
دخل الفريقان الشوط الثاني بأسلوب أكثر حذراً، مع استمرار محاولات ريال مدريد لاستعادة التقدم، بينما تمسك الهلال بتنظيم دفاعي محكم وشن هجمات مرتدة شكلت خطورة واضحة على مرمى كورتوا. ومع اقتراب المباراة من نهايتها، احتكم الحكم إلى تقنية الفيديو في الدقيقة 89 واحتسب ركلة جزاء جديدة لصالح ريال مدريد وسط اعتراض واسع من لاعبي الهلال. وبينما ترقب الجميع أن ينجح الفريق الملكي في خطف الفوز، تصدى ياسين بونو ببسالة للكرة، مؤكدًا مكانته كواحد من أفضل حراس البطولة حتى الآن.
الأداء الجماعي للهلال كان لافتًا للأنظار، إذ لم يعتمد الفريق على اللعب الدفاعي البحت، بل أظهر قدرة واضحة على مجاراة الريال في العديد من فترات المباراة، خاصة في خط الوسط الذي قدم فيه روبن نيفيس وأندريه كاريلو مستويات كبيرة. كما أظهر المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي براعة تكتيكية لافتة، جعلت الهلال يخرج بنتيجة مستحقة أمام نادٍ بحجم وتاريخ ريال مدريد.
بهذا التعادل، حصد الفريقان نقطة واحدة في بداية مشوارهما بالمجموعة، ما يزيد من إثارة المنافسة في الجولات القادمة، حيث سيلتقي الهلال مع سالزبورغ النمساوي، فيما يواجه ريال مدريد فريق باتشوكا المكسيكي. ويدرك كلا الفريقين أن الفوز في المباراة المقبلة سيكون مفتاح التأهل إلى الدور نصف النهائي.
ما فعله الهلال في هذه المباراة لم يكن ضربة حظ، بل نتيجة جهد وتخطيط واحترافية عالية تعكس حجم التطور الكبير في الكرة السعودية، سواء على مستوى التعاقدات أو التنظيم الفني. ويبدو أن الفريق الأزرق، بفضل لاعبيه الدوليين ومدربه المخضرم، أصبح رقماً صعباً في المعادلة العالمية، ولن يكون مجرد ضيف شرف في هذه النسخة من البطولة.
