
تصعيد مفاجئ.. الدعم السريع تتوغل في شمال السودان
متابعات _ الهدهد نيوز _ في تطور ميداني لافت، أعلنت مل..يشا الدعم السريع عبر مستشارها محمد مختار، سيطرتها الكاملة على منطقة “كرب التوم” الواقعة ضمن الواحات الثلاث قرب سلسلة جبال العوينات في الولاية الشمالية، ما يُشكل تحولاً استراتيجياً بالغ الأهمية في مسار العمليات العسكرية المستمرة بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع.
وتعد “كرب التوم” من المناطق الحيوية نظراً لكونها تقع على خط إمداد حيوي يمتد من منطقة المالحة في شمال دارفور، مروراً بمدينة مليط، ويصل حتى الحدود الليبية، ما يفتح ممرًا آمنًا يربط إقليم دارفور بالحدود الشمالية. ووفقًا لمراقبين، فإن هذا الممر قد يستخدم لتعزيز خطوط الإمداد لقوات الدعم السريع القادمة من ليبيا، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي في شمال البلاد.
وتأتي السيطرة على “كرب التوم” بعد أيام فقط من إعلان الدعم السريع سيطرتها على منطقة “المثلث” الاستراتيجية، وهي النقطة التي تلتقي فيها حدود السودان مع كل من ليبيا ومصر، ما يضفي على التحرك العسكري أبعاداً إقليمية تستدعي انتباهاً كبيراً من كافة الأطراف.
في السياق ذاته، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من القوة المشتركة أو الجيش السوداني بشأن هذه التطورات، رغم محاولات عديدة للتواصل معهم، بحسب ما أفاد به موقع “سودان تربيون” الذي أجرى المقابلة مع محمد مختار.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية دعم إمداد قوات الدعم السريع في ولايتي كردفان ودارفور، وتعزيز الضغط العسكري على مدينتي الفاشر والأبيض، اللتين تشهدان تصعيداً متزايداً في الأعمال القتالية. ففي الأحد الماضي، شنت قوات الدعم السريع هجومًا هو الأعنف من نوعه على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط مقاومة عنيفة من الجيش السوداني والقوة المشتركة.
التحليلات الميدانية تشير إلى أن السيطرة على “كرب التوم” قد تفتح للدعم السريع باب التمدد شمالاً، وربما تهدد مستقبلاً مناطق أكثر حساسية في الشمال السوداني، مما قد يدفع الجيش السوداني إلى اتخاذ خطوات مضادة عاجلة لحماية العمق الاستراتيجي للدولة ومنع التفاف عسكري من المحاور غير التقليدية.
ويُجمع الخبراء على أن ما يجري هو جزء من سباق عسكري محموم للسيطرة على الممرات الحدودية ومصادر الإمداد، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تدويل الصراع، وتورط أطراف إقليمية في دعمه عبر تسليح غير مباشر وتمويل لوجستي.