
إلي الشمالية
الكفرة – الهدهد نيوز
أكدت السلطات الليبية أنها شرعت في تنفيذ عملية عودة طوعية لنحو 700 مهاجر سوداني من مدينة الكفرة إلى السودان، وذلك في إطار حملة منظمة تهدف إلى تخفيف أعباء الهجرة غير النظامية وتحسين أوضاع المهاجرين، حسب ما أعلنه جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا يوم السبت 31 مايو 2025.
وذكر الجهاز، في بيان رسمي، أن العملية بدأت بإعادة 500 مهاجر سوداني، قبل أن يرتفع العدد إلى 700 شخص خلال أيام قليلة، بينهم رجال ونساء وأطفال، حيث جرى نقلهم إلى المنطقة الحدودية المعروفة بـ”المثلث الحدودي” بين ليبيا والسودان، في ظل توفير الإعاشة والخدمات الأساسية على طول الطريق.
دعم لوجستي سوداني لنقل العائدين
وبحسب مصادر مطلعة، فقد وفرت القوات المسلحة السودانية شاحنات لنقل العائدين من الحدود إلى مدينة دنقلا بالولاية الشمالية، حيث من المقرر أن يتم استقبالهم في مراكز إيواء مؤقتة إلى حين تحسن الأوضاع الأمنية والمعيشية في ولاياتهم الأصلية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه السودان نقصًا حادًا في الخدمات الإنسانية وتدهورًا مستمرًا في الوضع الأمني بسبب الحرب الدائرة، وهو ما يدفع الآلاف من المواطنين إلى اللجوء إلى دول الجوار، وفي مقدمتها ليبيا، التي أصبحت وجهة رئيسية للمهاجرين السودانيين.
ظروف قاسية وملاجئ في العراء
ورغم صعوبة الأوضاع داخل السودان، إلا أن ناشطين في مجال حقوق الإنسان أكدوا أن مئات السودانيين في مدينة الكفرة يعيشون في العراء دون مأوى، في ظل نقص الغذاء والمساعدات الإنسانية، مما دفع الكثيرين منهم إلى تفضيل العودة إلى الوطن على البقاء في ظروف قاسية خارج البلاد.
وتُشير التقديرات إلى أن نحو 250 ألف سوداني لجأوا إلى ليبيا منذ اندلاع النزاع، منتشرين في مدن مختلفة أبرزها الكفرة وطرابلس، حيث يعمل معظمهم في مجالات غير رسمية مثل الأسواق والبناء والتشييد.
دعوات لدعم دولي عاجل
ومع تزايد وتيرة العودة الطوعية، تتعالى الدعوات للمنظمات الدولية والإقليمية لتقديم الدعم العاجل للعائدين السودانيين، سواء عبر برامج الإيواء أو تقديم المساعدات الغذائية والرعاية الصحية، في ظل غياب بنية تحتية مؤهلة لاستيعاب هذا العدد المتزايد من المواطنين العائدين قسرًا أو طوعًا.
ويُنظر إلى هذه العملية على أنها جزء من التحولات الإنسانية المتسارعة في المنطقة، حيث تتداخل الأزمات السياسية والاقتصادية مع التحديات الإنسانية، وتفرض على السلطات والمنظمات مسؤولية كبرى في ضمان كرامة وسلامة الفئات الأكثر ضعفًا.