
الجيش السوداني يكشف خريطة الانتشار.. والدعم السريع يعيد تموضعه
متابعات _ الهدهد نيوز _ في تطور لافت للصراع الدائر في السودان، أعلن الجيش السوداني عن نشر خريطة محدثة توضح مناطق سيطرته، والتي تشمل كامل ولاية الخرطوم ومدنها الثلاث: الخرطوم، الخرطوم بحري، وأم درمان، معلناً في الوقت ذاته خلو العاصمة بالكامل من أي وجود لقوات الدعم السريع، بعد استعادة منطقة الصالحة، التي كانت تُعد آخر معاقل الدعم في أم درمان.
ويُعد هذا الإعلان نقلة نوعية في مسار العمليات العسكرية، حيث تؤكد قيادة الجيش أن هذه الخطوة تعكس “نجاحات استراتيجية” في استعادة زمام المبادرة ميدانياً، وتثبيت سيطرة الدولة على المناطق الحيوية في قلب البلاد.
من جهتها، أشارت مصادر مطلعة إلى أن قوات الدعم السريع انسحبت من بعض مواقعها في العاصمة وتوجهت نحو ولايات كردفان ودارفور، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لإعادة التموضع استعداداً لجولات قتال جديدة يُتوقع أن تندلع في تلك المناطق. وتتركز حالياً جهود الدعم في مدينة النهود بولاية غرب كردفان، التي تستعد لمواجهة عسكرية واسعة بعد أن أصبحت وجهة رئيسية لتجمع قوات الدعم السريع منذ مطلع مايو الجاري.
الخريطة التي نشرها الجيش أظهرت تراجعاً كبيراً في سيطرة قوات الدعم، التي كانت تهيمن سابقاً على الخرطوم، حيث تقتصر سيطرتها الآن على أربع ولايات في دارفور وأجزاء من غرب كردفان، في حين لا تزال بعض التقارير تتحدث عن وجود لها في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، بمشاركة من قوات “الحركة الشعبية لتحرير السودان-جناح الحلو”.
وفي تعليق له على التطورات، قال القائد سليمان صندل، القيادي في حركة العدل والمساواة، إن انسحاب الدعم السريع من مناطق بالعاصمة لا يمثل تغييراً جوهرياً، مشيراً إلى أن تبادل السيطرة بين القوات المتحاربة يعد سلوكاً طبيعياً في الحروب طويلة الأمد.
في الأثناء، تستعد القوات المسلحة السودانية، بدعم من الحركات المسلحة المتحالفة معها، لإطلاق عمليات عسكرية جديدة في غرب كردفان، وسط توقعات باندلاع معارك عنيفة قد تشكل منعطفاً حاسماً في مجريات الحرب التي تدخل عامها الثالث.
وبينما لم تصدر قوات الدعم السريع بياناً رسمياً بشأن انسحابها من الخرطوم، تناقلت وسائل إعلام معلومات عن تحركات كبيرة لمقاتليها نحو غرب البلاد. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه ولاية غرب كردفان هدوءاً نسبياً، بينما تواصل القوات المسلحة تعزيز مواقعها على مشارف مدينة النهود، استعداداً لهجوم محتمل لاستعادة المدينة.
يُذكر أن الصراع في السودان دخل مرحلة جديدة، باتت فيها السيطرة الميدانية عاملاً حاسماً في ترجيح كفة أحد الطرفين، وسط دعوات دولية متواصلة لوقف القتال واستئناف الحوار السياسي.