الجيش السوداني يطوق النهود والدعم السريع يعلن التعبئة
متابعات _ الهدهد نيوز _ وسط توترٍ متصاعدٍ وساعاتٍ قاتمةٍ يعيشها السودان، تتقدّم وحداتُ الجيشِ السوداني بخطىً ثابتةٍ نحو معاقلِ قواتِ الدعمِ السريع، فيما تشتعلُ جبهاتُ غربِ كردفان ودارفور بأصواتِ المدافعِ وهديرِ المركباتِ المقاتلة.
مصدرٌ عسكريٌّ أكّد أنّ استعادةَ مدينةِ الخُوِي منح الجيشَ أفضليةً ميدانيةً تمكّنه من تطويقِ النهود عبر سلاسلِ قرىً مكشوفةٍ في سهولِ الإقليم، بينما واصلت الإدارةُ المدنيةُ التابعةُ للدعمِ السريع عمليةَ تعبئةٍ عاجلةٍ لجنودها، في مؤشرٍ على معركةٍ وشيكةٍ قد ترسمُ ملامحَ السيطرةِ في الغربِ السوداني. وفي صحراءِ شمالِ دارفور، أعلنت قواتٌ مشتركةٌ تقاتلُ بجانبِ الجيشِ أنّها أحكمت قبضتَها على منطقةِ العِطرون، وهي عقدةُ مواصلاتٍ تؤدّي إلى الفاشرَة ومناطقَ حدوديةٍ حسّاسة؛ ما يشي بسباقٍ عسكريٍّ محمومٍ لانتزاعِ طرقِ الإمدادِ قبل حلولِ فصلِ الخريف.
وعلى مقربةٍ من قلبِ البلاد، دوّى صباحُ أم درمان بقصفٍ مدفعيٍّ كثيفٍ استهدف مواقعَ الدعمِ السريع في منطقةِ صالحة، أحدِ آخرِ جيوبِ المقاومةِ المسلحةِ بالعاصمة. شهودُ عيانٍ تحدّثوا عن أعمدةِ دخانٍ تتصاعدُ فوق الأحياءِ الغربية، فيما تداولت صفحاتٌ محليةٌ مقاطعَ تُظهرُ انتشارَ القواتِ الحكوميةِ قربَ جامعةِ أم درمان الإسلامية، في خطوةٍ تُضيقُ الخناقَ على الخصمِ وتُمهّدُ لقطعِ خطوطِ تزويدِه جنوبًا وشمالًا.
وبينما تتسارعُ هذه التطوراتُ على الأرض، يبقى المدنيون في قلبِ المعاناةِ، يتطلّعون إلى نهايةٍ تُنهي دوّامةَ النزوحِ وتُعيدُ الخدماتِ الأساسيةَ إلى مدنٍ توقفت فيها عجلةُ الحياةِ منذ اندلاعِ القتال. المراقبون يرون أنّ الساعاتِ المقبلةَ قد تحملُ تحوّلاتٍ حاسمةً تُغيّرُ ميزانَ القوى؛ غير أنّ تحقيقَ استقرارٍ دائمٍ سيظلُّ مرهونًا بحوارٍ وطنيٍّ شاملٍ يستجيبُ لتطلعاتِ الشعبِ السودانيّ في سلامٍ وعدالةٍ وتنمية.
