
رسالة غامضة من الحوثيين لترامب توقف صواريخ أمريكا فجأة!
متابعات _ الهدهد نيوز _ في تحول لافت على صعيد الأوضاع الإقليمية المتوترة، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن الولايات المتحدة قررت وقف الهجمات الجوية ضد الحوثيين في اليمن، عقب تلقيها رسالة من الجماعة الحوثية تؤكد فيها رغبتها في إنهاء الهجمات ضد السفن الأميركية وممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر. وأوضح ترامب، في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني في البيت الأبيض، أن الحوثيين بعثوا برسالة مباشرة إلى واشنطن يطالبون فيها بوقف القصف الأميركي، مع تعهدهم بعدم استهداف السفن الأميركية مجددًا، قائلاً: “قالوا لنا بوضوح: نرجوكم لا تقصفونا بعد الآن، ونحن لن نهاجم سفنكم”.
ترامب أشار إلى أن إدارته قررت التعامل مع هذا التعهد بجدية مؤقتة، على أن يتم تقييم الموقف لاحقًا بناءً على سلوك الحوثيين على الأرض، مؤكدًا أن الضربات الجوية الأميركية ستتوقف طالما لم يتم خرق هذا الاتفاق. ولم يكشف الرئيس الأميركي الأسبق عن مضمون الرسالة بالكامل، لكنه أكد أن الرسالة كانت كافية لاتخاذ قرار أولي بوقف الضربات الجوية، ما يعد خطوة مفاجئة في ظل التصعيد العسكري المتواصل في المنطقة.
يأتي هذا الإعلان بعد فترة من التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، حيث كثفت الجماعة الحوثية من هجماتها على السفن المرتبطة بإسرائيل، وعلى بعض السفن الغربية، في إطار رد فعلها على الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، والتي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023 عقب هجوم كبير شنته حركة حماس على مستوطنات إسرائيلية. وكان الحوثيون قد صعّدوا من تهديداتهم في الأيام الأخيرة، متوعدين بفرض حصار جوي على إسرائيل واستهداف مطاراتها الحيوية. وقد سقط بالفعل أحد الصواريخ الحوثية في محيط مطار بن غوريون، ما دفع إسرائيل إلى الرد بشن غارات مكثفة على ميناء الحديدة اليمني.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 39 آخرين، في حين نفذت إسرائيل أكثر من 20 غارة جوية على مواقع متفرقة في اليمن، من بينها مطار صنعاء الدولي الذي تم تدميره بشكل شبه كامل، مما أدى إلى تعطيل المطار وخروجه عن الخدمة.
حتى لحظة إعلان ترامب، لم يصدر أي رد رسمي من الجماعة الحوثية يؤكد أو ينفي التزامهم بما ورد في الرسالة، ما يفتح الباب أمام عدد من التساؤلات حول مدى مصداقيتهم واستعدادهم الفعلي لوقف التصعيد. ويعد الحوثيون جزءًا من “محور المقاومة” الذي يضم قوى إقليمية أخرى مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين، ويحظون بدعم واضح من إيران.
ويرى مراقبون أن الموقف الأميركي الجديد قد يكون بمثابة اختبار لحسن نية الحوثيين، وأن وقف التصعيد قد يكون مؤقتًا ما لم يتم الالتزام الكامل من جانبهم. كما أن التطورات القادمة في البحر الأحمر وبقية مناطق التماس قد تحدد ما إذا كان هذا الاتفاق يمثل بداية لمرحلة جديدة من التهدئة، أم أنه مجرد هدنة قصيرة في صراع طويل الأمد لا تزال نيرانه مشتعلة.