إعلان
منوعات

الجرائم الإلكترونية تتحول إلى صناعة عالمية تهدد الأفراد والشركات: كيف يمكن التصدي لها؟

الهدهد نيوز

إعلان

منوعات _ الهدهد نيوز _ تشهد الجرائم الإلكترونية نموًا سريعًا في الآونة الأخيرة، حيث أصبح من السهل على أي شخص الوصول إلى أدوات وموارد تساعدهم على تنفيذ هجمات إلكترونية. هذا التحول أدى إلى ظهور ما يُعرف بـ “الجرائم الإلكترونية كخدمة” (CaaS)، وهي ظاهرة جعلت من السهل على الأفراد غير المتخصصين في مجال القرصنة القيام بأنشطة إجرامية عبر الإنترنت، مما زاد من تعقيد وتحفيز انتشار هذه الجرائم.

إعلان

في السابق، كانت الجرائم الإلكترونية تتطلب مهارات تقنية متقدمة، لكن اليوم، أتاح الاقتصاد الرقمي ظهور أسواق سرية على الإنترنت، خاصة في الشبكة المظلمة، حيث يمكن شراء الأدوات اللازمة لشن الهجمات. هذه الأدوات تشمل برامج الفدية (Ransomware)، أدوات الاختراق المتطورة، والشبكات الروبوتية لشن الهجمات الجماعية، بالإضافة إلى بيانات مسروقة تُباع لأغراض الاحتيال المالي. ومن أبرز الأسواق الإلكترونية التي توفر هذه الخدمات السوق الرقمي “Huione Guarantee”، الذي يرتبط بمجموعة “Huione Group” الكمبودية، ويعتبر من أكبر الأسواق الإجرامية عبر الإنترنت. وفقًا للتقارير، فإن هذه الأسواق حققت إيرادات ضخمة، حيث بلغ إجمالي معاملات العملات المشفرة في هذه المنصات حوالي 70 مليار دولار منذ عام 2021.

وتُعد هذه الأسواق مصدرًا رئيسيًا لتمويل الجرائم الإلكترونية، حيث يُعلن فيها عن خدمات غير مشروعة تتراوح بين غسيل الأموال عبر التحويلات المعقدة والاحتيال الاستثماري الذي يخدع الضحايا بعروض وهمية. كما تُستخدم هذه المنصات للترويج لبيع هويات مزيفة، تُستغل في ارتكاب الجرائم المالية مثل السرقات الإلكترونية.

إعلان

ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت الأساليب الاحتيالية أكثر تطورًا وتعقيدًا. تقنيات مثل “التزييف العميق” (Deepfake) التي تسمح بانتحال الشخصيات في مقاطع الفيديو، وتقنيات استنساخ الصوت التي تُستخدم لخداع الأشخاص في المكالمات الهاتفية، أصبحت تشكل تهديدًا متزايدًا. ففي إحدى الحالات الأخيرة، تم استخدام التزييف العميق لسرقة مبلغ 25 مليون دولار من شركة في هونغ كونغ، حيث تم انتحال شخصية المدير المالي للشركة خلال اجتماع فيديو.

وفي ضوء هذه التهديدات المتزايدة، تتخذ الشركات والمؤسسات إجراءات قوية لتعزيز الأمن السيبراني. من بين هذه الإجراءات، يُعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من أبرز الحلول لمكافحة الجرائم الإلكترونية، حيث يمكن لهذه التقنيات التعرف على التهديدات الإلكترونية بشكل أسرع وأكثر دقة. إضافة إلى ذلك، تقوم الشركات بمراقبة الشبكة المظلمة لتتبع البيانات المسروقة واستباق الهجمات المحتملة.

إعلان

كما أن التوعية تلعب دورًا أساسيًا في الحد من مخاطر الجرائم الإلكترونية. هناك جهود متزايدة من الحكومات والشركات لرفع مستوى الوعي بين الأفراد حول مخاطر الجرائم الإلكترونية وأساليب الحماية اللازمة، سواء عبر تحسين أنظمة الأمان الشخصية أو عبر توفير تدريب للأفراد والمؤسسات حول كيفية التصدي لهذه الهجمات.

وفي الختام، تبقى الجرائم الإلكترونية تهديدًا متزايدًا يهدد الأمن الرقمي على مستوى العالم. ومع استمرار تطور تقنيات الهجوم والاحتيال، يتعين على الأفراد والشركات أن يتخذوا خطوات جادة وفعّالة لمكافحة هذا النوع من الجرائم، مع التركيز على الوقاية من خلال تعزيز الأمن السيبراني، ومراقبة الأنشطة المشبوهة في الشبكة المظلمة، وتوعية المستخدمين بالمخاطر التي قد تواجههم في عالم الإنترنت.

تابعنا على واتساب
إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى