نتيجة للهجمات المسلحة : خسائر ضخمة في قطاع الاتصالات تتجاوز 1.5 مليار دولار

متابعات _ الهدهد نيوز _

في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها السودان، كشف المهندس الصادق جمال الدين عن حجم الأضرار الهائل الذي تعرض له قطاع الاتصالات في البلاد نتيجة الهجمات المتكررة من قبل الميليشيات المسلحة. وتقدر الخسائر التي تكبدها القطاع حتى الآن بما يتجاوز 1.5 مليار دولار،

وهي أرقام أعلى من التوقعات الأولية التي كانت تشير إلى خسائر أقل. جاءت هذه التصريحات في ورشة عمل بعنوان “الدفع الإلكتروني خطوة نحو التحول الرقمي والشمول المالي”، حيث أوضح جمال الدين أن القطاع يواجه تحديات هائلة، وأن الوضع الراهن يصفه بأنه “مظلم” في ظل التدمير الشامل للبنية التحتية لشبكات الاتصالات.

الآثار الكبيرة للهجمات على الشبكات

وفقًا لتقرير المهندس جمال الدين، فإن الهجمات التي تعرضت لها الأبراج والمحطات الخاصة بشبكات الاتصالات قد أدت إلى تدمير العديد من المواقع الحيوية التي كانت تشكل العمود الفقري للبنية التحتية للاتصالات في السودان. وقد أضاف أن تأثير هذه الهجمات لم يكن محدودًا على مستوى التدمير المادي فحسب،

بل امتد ليشمل أيضًا تعطيل الكثير من خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية في مختلف أنحاء البلاد، مما أثر بشكل كبير على قدرة المواطنين والشركات على التواصل، وبالتالي على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.

التحديات المرتبطة بانقطاع الكهرباء

من جانب آخر، أشار جمال الدين إلى أن أزمة قطاع الاتصالات في السودان تتفاقم بسبب مشكلة الانقطاع المستمر للكهرباء في العديد من المناطق. وتسبب ذلك في تعطل العديد من المحطات التي تعتمد على الطاقة الكهربائية لتشغيل أنظمتها. وقال المهندس إن هذه المشكلة لا تقتصر فقط على تعطيل الشبكات، بل تؤثر أيضًا على استقرار الخدمات الأساسية، مما يؤدي إلى عرقلة الحياة اليومية للمواطنين السودانيين.

التأثير على الاقتصاد الرقمي والشمول المالي

من جهة أخرى، أكد جمال الدين على أن قطاع الاتصالات يعد من الدعائم الأساسية في تحقيق التحول الرقمي وتعزيز الشمول المالي في السودان. لكن مع التدمير الواسع الذي تعرضت له شبكات الاتصالات، أصبح من الصعب تنفيذ هذه الأهداف الطموحة، خاصة فيما يتعلق بتوسيع استخدام الخدمات الرقمية مثل الدفع الإلكتروني والتحويلات المالية عبر الإنترنت.

وأضاف أن الوضع الحالي يعطل تنفيذ الخطط التي كانت تهدف إلى دمج المزيد من المواطنين في النظام المالي، خاصة في المناطق الريفية والنائية التي تعتمد بشكل كبير على الخدمات الرقمية لتسهيل معاملاتها المالية.

دعوات لإعادة تأهيل القطاع بشكل عاجل

وفي ختام كلمته، دعا المهندس الصادق جمال الدين الحكومة السودانية والجهات المعنية إلى تكثيف جهودها لإعادة تأهيل قطاع الاتصالات في أقرب وقت ممكن. كما شدد على ضرورة وضع استراتيجيات واضحة لإعادة بناء شبكات الاتصالات، بما في ذلك تحسين مصادر الطاقة لضمان استقرار الشبكات. وأكد على أن إعادة تأهيل هذا القطاع يتطلب استثمارات ضخمة، بالإضافة إلى دعم فني وتقني من قبل الخبراء المحليين والدوليين، مع التركيز على تأمين الشبكات ضد أي هجمات محتملة في المستقبل.

مستقبل القطاع في السودان

تسليط الضوء على هذه التحديات والضرر الكبير الذي لحق بقطاع الاتصالات في السودان يعكس مدى هشاشة البنية التحتية في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية المتوترة. ولكن مع وجود إرادة قوية من قبل الحكومة والمؤسسات المعنية، فإن إعادة بناء القطاع قد تكون خطوة حاسمة نحو تعزيز الاقتصاد الرقمي وتحقيق الشمول المالي. إن معالجة هذه المشكلات تتطلب تضافر الجهود وتعاون جميع الأطراف المعنية لضمان توفير بيئة آمنة ومستقرة للخدمات الرقمية في البلاد.