خبير دولي يكشف خفايا سقوط قرنق: هل كان الحادث بداية النهاية لوحدة السودان؟
متابعات _ الهدهد نيوز

خبير دولي يكشف خفايا سقوط قرنق: هل كان الحادث بداية النهاية لوحدة السودان؟
متابعات _ الهدهد نيوز _ يرى مراقبون أن لحظات حاسمة في حياة أفراد قد تُحدث تحوّلات عميقة في مصير دول بأكملها، وهو ما ينطبق بشكل واضح على الزعيم السوداني الجنوبي الراحل جون قرنق، الذي اختار تغيير مساره المهني من الهندسة الزراعية إلى السلك العسكري، مما أسهم لاحقًا في تغيير وجه السودان الحديث.
في بداياته، ابتُعث قرنق إلى الولايات المتحدة حيث تلقى تعليمه في مجال الاقتصاد الزراعي، وكان يُنظر إليه كأحد الكفاءات الشابة التي يُعوّل عليها في دعم قطاع الزراعة في السودان. إلا أن قراره بالعودة والانضمام إلى الجيش السوداني بدّل مساره تمامًا، لينخرط لاحقًا في أحد أطول النزاعات المسلحة في تاريخ القارة الأفريقية.
تسلم قرنق قيادة قوة عسكرية في جنوب السودان عام 1983، في أعقاب قرار السلطات المركزية إلغاء الحكم الذاتي، وهو ما أشعل شرارة التمرد بقيادة قرنق نفسه. من هناك، بدأ تأسيس الجيش الشعبي لتحرير السودان، وأدار صراعًا مع الحكومة المركزية استمر أكثر من عقدين، وخلف ملايين الضحايا والنازحين.
انتهى النزاع عام 2005 باتفاق سلام تاريخي مكّنه من أن يصبح نائبًا لرئيس الجمهورية. ولكن، بعد أسابيع من تنصيبه، لقي قرنق مصرعه في حادث تحطم مروحية أثناء عودته من أوغندا. هذا الحادث أنهى وجود شخصية سياسية كانت تمثل الأمل في بناء سودان موحد جديد.
يعتقد عدد من المحللين أن غياب قرنق مثّل نقطة فاصلة دفعت بالحركة الشعبية نحو خيار الانفصال، الذي تحقق لاحقًا في عام 2011، وترك السودان أمام واقع جيوسياسي واقتصادي معقد.
ويبقى التساؤل مطروحًا: هل كان من الممكن تجنّب كل ذلك لو بقي قرنق مهندسًا زراعيًا؟ أم أن الأقدار كانت ستقوده في كل الأحوال إلى لعب دور محوري في تاريخ السودان؟ الإجابات قد تتباين، لكن المؤكد أن قراره الفردي ترك أثرًا عميقًا لا يزال يتردد صداه حتى اليوم.