
حرب بلا نهاية في السودان .. تقارير أممية تكشف الرعب المتصاعد في السودان
متابعات _ الهدهد نيوز _ في ظل انشغال العالم بالتوتر المتزايد بين إسرائيل وإيران، تتدهور الأوضاع في السودان بصورة متسارعة وخطيرة، وسط تحذيرات منظمات أممية من دخول البلاد مرحلة كارثية تهدد حياة الملايين.
وخلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، قدمت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن السودان تقريرًا مرعبًا عن واقع الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت منذ أبريل 2023، كاشفة عن استخدام الهجمات الانتقامية، الأسلحة الثقيلة وسط الأحياء السكنية، ونهب المساعدات الإنسانية كأدوات للقتال، مما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين وتهجير أكثر من 13 مليون سوداني.
وأكد التقرير أن قوات “الدعم السريع” ارتكبت مجازر بحق المدنيين، لا سيما في منطقة الصالحة بأم درمان، حيث وثقت اللجنة مقتل أكثر من 100 مدني خلال أيام قليلة، إلى جانب قصف عشوائي على مستشفيات حيوية مثل مستشفى الأبيض الدولي والمستشفى السعودي في الفاشر، مما أسفر عن مقتل مدنيين وإغلاق آخر المرافق الطبية العاملة.
كما تحدث التقرير عن ارتفاع مرعب في حالات العنف الجنسي ضد النساء في مخيمات النزوح، التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، في ظل غياب أي محاسبة قانونية أو آليات حماية فاعلة.
وأضافت البعثة الأممية أن الحكومة السودانية منعت اللجنة من دخول البلاد، لكنها تمكنت من تنفيذ تحقيقات ميدانية في تشاد وأوغندا، وأجرت 240 مقابلة وراجعت 30 فيديو موثّق، تعمل من خلالها على بناء ملفات تحديد الجناة المحتملين، بالتعاون مع هيئات قضائية دولية.
وفي تصريح قوي، قال رئيس البعثة محمد شاندي عثمان:
“الصراع في السودان لم يقترب من نهايته بعد. المعاناة تتضاعف، والمؤسسات تنهار، والحرب تتخذ منحى أكثر دموية كل يوم”.
وأشار التقرير إلى استخدام الجيش السوداني البيروقراطية لمنع الإغاثة، بينما تنهب قوات الدعم السريع القوافل وتمنع وصول المساعدات بالكامل، مما ينذر بمجاعة وشيكة، خصوصًا في إقليم دارفور.
وتعليقًا على هذه الفوضى، شددت منى رشماوي، عضو البعثة، على أن “ما بدأ كأزمة سياسية وأمنية تحوّل إلى كارثة إنسانية شاملة تُرتكب خلالها جرائم دولية واضحة تستدعي محاسبة صارمة”.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن نحو 638 ألف سوداني يواجهون خطر المجاعة الفعلية، بينما لم تصل المساعدات إلا لـ 47.5% من المستهدفين ضمن خطة الاستجابة الإنسانية.
في غضون ذلك، تتواصل المعارك الشرسة في ولايات كردفان الثلاث، بينما خسر “الدعم السريع” معظم سيطرته في الخرطوم، النيل الأبيض، والنيل الأزرق، محافظًا على بعض الجيوب في غرب كردفان ودارفور.