
تصعيد خطير يهدد وحدة السودان.. وصوت الانفصال يعلو مجددًا
الهدهد نيوز – متابعات _ جريدة سعودية…دخلت الأزمة السودانية منعطفًا جديدًا ينذر بمخاطر جسيمة على وحدة البلاد، بعد أن أعلن تحالف “السودان التأسيسي” المؤيد لقوات الدعم السريع عن تشكيل قيادته السياسية، تمهيدًا لإطلاق حكومة موازية في مناطق سيطرته تحت مسمى “حكومة السلام والوحدة”.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتعثر فيه جهود تشكيل حكومة “الأمل” برئاسة الدكتور كامل إدريس، المدعومة من الجيش، وسط خلافات عميقة حول توزيع الحقائب الوزارية، أبرزها وزارات المالية والمعادن، وهو ما أثار مخاوف محلية ودولية من دخول السودان في مرحلة “الحكومتين المتوازيتين”، وسط تزايد الدعوات الصريحة إلى الانفصال.
التحالف الذي يضم الحركات المسلحة بقيادة الحلو ومناوي وجبريل، بالإضافة إلى أحزاب سياسية كبرى، أكد أن الحكومة الجديدة ستُعلن قريبًا من نيالا أو كاودا، بعد مشاورات داخلية وخارجية. بينما تصف القوى المدنية في تحالف “صمود” ما يجري بأنه محاولة لتقسيم السودان فعليًا، وتحذر من الانزلاق نحو سيناريو جنوب السودان مرة أخرى.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، حذر المبعوث الأميركي السابق توم بيريللي من “خطورة الدعوات الانفصالية”، مؤكدًا أن انقسام السودان لن يُنتج سوى مزيد من النزاعات المسلحة والدويلات المتنازعة.
في المقابل، يتمسك تحالف “السودان التأسيسي” بموقفه الرافض للعودة إلى منبر جدة، ويطالب بإعادة هيكلة الجيش وتشكيل مؤسسة أمنية جديدة غير خاضعة لما وصفه بـ”النفوذ الإسلامي”. وقال الناطق باسم التحالف علاء الدين نقد: “لسنا دعاة انفصال، لكننا نرفض استمرار هيمنة قوى بعينها على السودان باسم وحدة زائفة”.
أما في بورتسودان، حيث تتهيأ الحكومة المدعومة من الجيش للإعلان عن تشكيلتها، تتصاعد الأصوات المطالبة بإيقاف الخطوة، وعلى رأسها محمد الفكي سليمان، الذي حذر من أن “تعدد الحكومات يعني تفكيك السودان”.
الوضع الراهن يعيد للأذهان مشهد ما قبل انفصال الجنوب عام 2011، إذ تتوزع مناطق السيطرة بين الجيش والدعم السريع، بينما تبقى مؤسسات الدولة مشلولة، في ظل غياب اتفاق وطني شامل، وتدهور إنساني متصاعد.
فهل يشهد السودان ولادة دولتين من رحم الحرب؟ أم تنجح المبادرات الدولية في وقف الانحدار وإنقاذ ما تبقى من الدولة؟
الأسابيع القادمة ستحدد مصير البلاد.