النيابة العامة تكشف دوافع الهجوم على مركز شرطة دنقلا وتستبعد الدوافع العدائية

النيابة العامة تكشف دوافع الهجوم على مركز شرطة دنقلا وتستبعد الدوافع العدائية

دنقلا – 16 يوليو 2025 الهدهد نيوز _ استبعدت النيابة العامة في الولاية الشمالية، اليوم الأربعاء، أن يكون الهجوم المسلح الذي استهدف مركز شرطة الغدار بمدينة دنقلا العجوز بدافع عدائي، مرجحةً أن الجريمة كانت تهدف إلى تمهيد الطريق لسرقة البنك الزراعي المجاور للمركز.

وبحسب بيان رسمي لرئيس النيابة العامة بالولاية، محمد فريد حسن، فإن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الهجوم لم يكن من تنفيذ حركات مسلحة معادية أو صديقة، بل جرى بهدف شلّ حركة الشرطة مؤقتًا لتعطيل قدرتها على التدخل، تمهيدًا للاستيلاء على الأموال الموجودة بالبنك.

وشهدت مدينة دنقلا العجوز، فجر الثلاثاء، هجومًا مسلحًا على مركز الشرطة، أسفر عن مقتل سائق سيارة تابعة للمركز وإصابة ثلاثة من عناصر الشرطة بإصابات مباشرة في الأطراف. وتمكن المهاجمون من التوجه عقب ذلك إلى البنك الزراعي الذي كان قد تسلّم مؤخرًا رواتب العاملين بعدة مؤسسات حكومية، دون أن يُعرف حتى الآن حجم الخسائر أو الأموال المسروقة.

وأوضح فريد أن الهجوم تم بدقة لافتة، حيث بدا أن المنفذين على دراية كاملة بتفاصيل داخل المركز، بما في ذلك مواقع النوم، أماكن الأسلحة، وموقف العربة الرسمية، مضيفًا: “تمت إصابة كل أفراد الشرطة في أقدامهم، وهو أسلوب يستهدف تعطيلهم لا قتلهم، كما أن السيارة تم تعطيلها والاستيلاء على السلاح دون مقاومة كبيرة، وهو ما يعزز فرضية المعرفة المسبقة والتحضير المحكم”.

ورجح رئيس النيابة أن يكون المهاجمون من أبناء المنطقة، نظرًا لدرايتهم الكاملة بطبيعة المركز وظروف التيار الكهربائي الذي كان مقطوعًا في وقت تنفيذ الهجوم.

وتحدثت تقارير أمنية عن نشاط متزايد في المنطقة لجماعة مسلحة تُعرف باسم “أولاد قمري”، يُعتقد أنها تنشط في تهريب السلع عبر الحدود مع مصر وليبيا، إضافة إلى التنقيب عن الذهب، وأنها تملك ارتكازات عسكرية غير نظامية في مناطق نائية شمال البلاد.

ووفقًا لمصادر صحفية، فإن هذه الجماعة مرتبطة بما يُعرف بـ”المقاومة الشعبية”، وهي جهة يعتقد الجيش أنها تقود عمليات استطلاع في الصحراء الكبرى عبر مركبات مزودة بأسلحة خفيفة ومتوسطة.

ورغم خطورة الحادث، لم تنجح النيابة العامة حتى اللحظة في توقيف أي من المشتبه بهم، بمن فيهم أحد عناصر المجموعة المتهم بالاعتداء مؤخرًا على مواطن بمنطقة قرب عبري.

وتواصل السلطات تحرياتها المكثفة وسط مخاوف من تكرار مثل هذه الهجمات على منشآت أمنية ومصرفية في الولاية الشمالية.