بيان عاجل من الخارجية الليبية
متابعات _ الهدهد نيوز _ في تطور لافت على خلفية التصعيد الأمني بالمنطقة الحدودية بين السودان وليبيا ومصر، أصدرت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية بيانًا رسميًا نفت فيه بشكل قاطع أي تورط لقوات ليبية في الاشتباكات التي شهدتها المناطق الحدودية السودانية مؤخرًا، مؤكدةً التزامها بسيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الجوار.
وقالت الخارجية الليبية إن القوات التي ورد ذكرها في بعض التقارير الإعلامية لا تتبع لوزارة الدفاع الليبية، ولا تخضع لأي أوامر من رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، مشددة على أن ليبيا ترفض تمامًا أي محاولة لزج أبنائها في صراعات لا تعنيهم.
وأعربت الوزارة عن استنكارها الشديد لما وصفته بـ”الاتهامات العشوائية”، مؤكدة أن ليبيا حريصة على أمن واستقرار السودان، باعتباره دولة شقيقة، وتشدد على أن كل من يثبت تورطه في أعمال عدائية سيتم التعامل معه وفق الإجراءات القانونية.
وفي المقابل، أصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية المكلفة بيانًا آخر أعربت فيه عن رفضها لما ورد في بيان الخارجية السودانية الصادر بتاريخ 10 يونيو 2025، والذي اتهم ليبيا بدعم جماعات مسلحة شاركت في عمليات داخل الأراضي السودانية.
وأكدت الحكومة الليبية تمسكها بسيادتها الوطنية وأمنها القومي، ونفت أي صلة لها بما وصفته بـ”الادعاءات غير الموثقة”، مشيرة إلى أن ليبيا لم ولن تتدخل في الشأن الداخلي السوداني، وتلتزم التزامًا كاملاً بأحكام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.
وأضاف البيان أن ليبيا ظلت على الدوام ملاذًا آمنًا للآلاف من اللاجئين السودانيين، لاسيما في مناطق الجنوب الليبي كمدينة الكفرة، حيث تم توفير الرعاية والخدمات الإنسانية لهم، انطلاقًا من روابط الأخوة والجوار التاريخي.
وفي الجانب السوداني، كانت وزارة الخارجية قد أصدرت بيانًا أدانت فيه بشدة ما وصفته بـ”العدوان المنظم” الذي شاركت فيه كتيبة السلفية التابعة لقوات خليفة حفتر داخل الأراضي السودانية، معتبرةً أن ذلك يشكل تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
واتهمت الخرطوم أطرافًا إقليمية، من بينها دولة الإمارات، بتمويل وتسليح ميليشيا الدعم السريع، وقالت إن الهزائم المتكررة التي منيت بها الميليشيا دفعت حلفاءها إلى التدخل المباشر في القتال، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف صارم وواضح إزاء هذه التدخلات، التي وصفتها بأنها تهديد مباشر لوحدة السودان واستقراره.
ودعت الحكومة السودانية كلًا من الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، إلى إدانة ما وصفته بـ”العدوان الليبي المدعوم”، واتخاذ خطوات حاسمة لضمان حماية السيادة السودانية وردع الأطراف المتورطة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد التوتر على الحدود السودانية الليبية، وسط تبادل للاتهامات ومطالبات إقليمية ودولية بضبط النفس وتغليب صوت الحوار السياسي على لغة السلاح.
