اخبار

سماء بورتسودان ترسل إنذارًا مبكرًا

متابعات _ الهدهد نيوز

سماء بورتسودان ترسل إنذارًا مبكرًا

متابعات _ الهدهد نيوز _ في مشهد غير مألوف، عاش سكان مدينة بورتسودان أيامًا عصيبة تحت قبضة موجة حر شديدة، تجاوز تأثيرها الإجهاد الجسدي إلى إشعال قلق جماعي من كارثة مناخية تلوح في الأفق. وسط درجات حرارة خانقة، وانقطاع شامل للكهرباء، تم تسجيل أكثر من خمسين حالة إصابة بضربات الشمس، تم التعامل معها بالكامل في ظروف صحية معقدة، ما جعل سكان الولاية في حالة طوارئ حقيقية.

 

 

لكن ما زاد الوضع غرابة، هو ما ظهر في سماء المدينة نهارًا. فقد رُصدت “هالة شمسية” نادرة التكرار، عبارة عن دائرة ملونة تحيط بالشمس، أدهشت العيون وأثارت التساؤلات. وتفسير الراصد الجوي المنذر أحمد الحاج جاء ليطمئن، مؤكدًا أنها ظاهرة طبيعية تشير لارتفاع نسبة بخار الماء، لكنها قد تكون مؤشرًا على بداية حالة من عدم الاستقرار الجوي التي غالبًا ما تُمهّد لسقوط الأمطار وتغيّر مفاجئ في الطقس.

إعلان

 

 

الارتباك المناخي الذي تعيشه بورتسودان لم يتوقف عند ارتفاع درجات الحرارة فقط، فحسب تقارير الهيئة العامة للأرصاد الجوية، فإن مناطق واسعة من البلاد تستعد لاستقبال أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية تبدأ مساء الجمعة وتستمر حتى صباح السبت، ما استدعى إطلاق إنذار برتقالي وصف بـ”الخطير”، وترافق مع تحذيرات تطالب السكان بالحيطة وتجنّب عبور الأودية ومجاري المياه، وتأمين المنازل وتخزين المواد الضرورية تحسبًا لأي طارئ.

 

 

وفي خضم هذا المشهد، لم يكن غريبًا أن يتوجه الاهتمام الشعبي والإعلامي نحو مركز ضربات الشمس في بورتسودان، حيث يقود الطبيب محمد مصطفى كاظم وفريقه جهودًا ميدانية استثنائية لعلاج المصابين رغم شح الدعم والإمكانيات. وقد تحوّل المركز إلى خط دفاع أول ضد تبعات الطقس، ليصبح حديث الشارع، وسط مناشدات مستمرة بتقديم العون المباشر من المواطنين ومنظمات المجتمع المدني.

 

 

المدينة التي بدت وكأنها تستغيث من حرارة ملتهبة وهواجس مناخية غامضة، تقف اليوم على حافة تحول جديد في الطقس. فهل سيكون القادم بردًا وسلامًا، أم أن ظاهرة “الهالة الشمسية” كانت مجرد بداية لفصل جديد من تقلبات السودان المناخية؟ الجواب ينتظر في سماء الأيام القليلة المقبلة.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى