اخبار اقتصادية

ارتفاع جنوني لأسعار الأضاحي في السودان يربك الأسواق والمواطنين

متابعات _ الهدهد نيوز

ارتفاع جنوني لأسعار الأضاحي في السودان يربك الأسواق والمواطنين

 

 

متابعات _ الهدهد نيوز _ شهدت أسواق المواشي في السودان خلال الأيام الماضية ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، ما أثار موجة من القلق لدى المواطنين خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، الذي يُعد موسمًا رئيسيًا لشراء الأضاحي. ويأتي هذا الارتفاع في وقت يعيش فيه السودان أوضاعًا اقتصادية صعبة ألقت بظلالها على مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع الثروة الحيوانية، الذي يُعد أحد أهم موارد الدخل القومي في البلاد.

 

إعلان

 

 

 

ووفقًا لتجار ومستهلكين تحدثوا من أسواق العاصمة وعدد من مدن الولايات، فإن أسعار الخراف قد ارتفعت بشكل ملحوظ، حيث تراوحت بين 350,000 و750,000 جنيه سوداني، بينما تتراوح أسعار إناث الخراف بين 250,000 و400,000 جنيه. ويؤكد عدد من التجار أن هذه الأسعار تُعتبر الأعلى خلال السنوات الأخيرة، خاصة في ظل محدودية الطلب، الذي لم يواكب الارتفاع في التكاليف. ويفسر بعض التجار هذا التفاوت الكبير في الأسعار بعدة عوامل، من بينها نوع الخروف وسلالته، إضافة إلى حالته الصحية، وعمره، ووزنه.

 

 

 

أما أسعار الماعز، فقد شهدت بدورها ارتفاعًا مماثلًا، حيث تتراوح حالياً بين 150,000 و450,000 جنيه سوداني. ويقول عدد من تجار الماعز إن السوق يشهد تفاوتًا في الأسعار بسبب تراجع كميات العرض الواردة من المناطق الريفية، إضافة إلى ارتفاع كلفة الأعلاف ومستلزمات التربية. ويُعد الماعز أحد البدائل المهمة للمواطنين محدودي الدخل، إلا أن ارتفاع أسعاره جعله خارج قدرة الكثيرين، ما زاد من حالة التذمر وسط شريحة واسعة من المستهلكين.

 

 

 

 

ويعزو المتعاملون في الأسواق هذا الارتفاع غير المسبوق إلى عدة عوامل مترابطة، يأتي في مقدمتها ارتفاع أسعار الأعلاف التي شهدت زيادة تجاوزت 30% خلال الأشهر القليلة الماضية. كما أن أزمة الوقود، التي أثّرت على وسائل النقل بين المدن والمناطق الريفية، ساهمت بشكل كبير في رفع تكاليف ترحيل المواشي من مناطق الإنتاج إلى مراكز الاستهلاك، الأمر الذي انعكس مباشرة على الأسعار النهائية للمستهلكين.

 

 

 

 

ولم تقتصر أسباب الغلاء على ذلك فقط، بل أشار عدد من أصحاب الحظائر إلى أن ارتفاع تكاليف العلاج البيطري واللقاحات والمضادات الحيوية، جعل من تربية المواشي أمرًا مكلفًا للغاية، ما دفع الكثيرين إلى تقليل الإنتاج أو بيعه بأسعار مرتفعة لتغطية النفقات. كما أن الظروف الأمنية في بعض مناطق الرعي أدت إلى تعطل حركة القطيع ونفوق أعداد من المواشي، مما قلل من المعروض في الأسواق.

 

 

 

 

من جهته، عبّر عدد من المواطنين عن استيائهم من استمرار موجة الغلاء، مشيرين إلى أن ارتفاع الأسعار حرم العديد من العائلات من فرصة شراء الأضحية هذا العام، في وقت يُمثل فيه عيد الأضحى مناسبة دينية واجتماعية مهمة في المجتمع السوداني. وقال بعض المواطنين إنهم باتوا يلجأون إلى حلول بديلة، مثل الشراكة الجماعية في شراء الأضحية أو الاكتفاء ببدائل رمزية، في ظل ما وصفوه بـ”الواقع الاقتصادي القاسي”.

 

 

 

 

وبينما تتزايد شكاوى المواطنين، يرى مراقبون أن الحل يكمن في تدخل حكومي مباشر لدعم قطاع الثروة الحيوانية، من خلال توفير الأعلاف بأسعار مدعومة، وتسهيل حركة نقل المواشي، وضبط الأسواق من خلال الرقابة على الأسعار وتفعيل آليات العرض والطلب بصورة عادلة. كما طالب عدد من المختصين بضرورة تقديم حوافز للمربين لتشجيعهم على زيادة الإنتاج، إلى جانب تبني خطة وطنية للنهوض بقطاع المواشي الذي تراجع أداؤه بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة رغم الإمكانيات الضخمة التي يتمتع بها السودان في هذا المجال.

 

 

 

 

 

وتجدر الإشارة إلى أن السودان يمتلك ثروة حيوانية ضخمة تقدّر بملايين الرؤوس من الضأن والماعز والإبل، ما يؤهله لأن يكون من كبار مصدري اللحوم في المنطقة. إلا أن الأزمات المتراكمة، وغياب السياسات الفاعلة، ساهمت في تراجع مساهمة هذا القطاع الحيوي في الاقتصاد الوطني، وسط دعوات بضرورة إعادة هيكلته وتطويره بما يتماشى مع التحديات الراهنة.

 

 

 

 

ويبقى السؤال الأهم في نظر المواطنين: هل تتدخل الدولة قبل موسم الأضحية لتخفيف الضغط على الأسر السودانية؟ أم ستظل الأسعار في ارتفاعها الجنوني دون رقيب أو حسيب؟

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى