
تحذيرات رسمية من شركة كهرباء السودان لـ المواطنين
متابعات _ الهدهد نيوز _ أطلقت شركة كهرباء السودان المحدودة نداءً عاجلًا لمواطني البلاد، تحذر فيه من الاستخدام المتزايد لما يُعرف محليًا بالتوصيلات العشوائية أو “الجبّادات”، والتي باتت تمثل خطرًا داهمًا على استقرار التيار الكهربائي وسلامة الأرواح والممتلكات. وأشارت الشركة في بيان رسمي، إلى أن هذه الظاهرة غير القانونية قد تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، وأدت إلى أعطال جسيمة في البنية التحتية لشبكة الكهرباء، الأمر الذي انعكس سلبًا على انتظام الإمداد الكهربائي في عدد كبير من المناطق.
وأوضحت الشركة أن هذه التوصيلات تتم بصورة غير منظمة، وخارج الأطر الفنية المعتمدة، ما يؤدي إلى تحميل مفرط على المحولات الكهربائية، ويعرضها للتلف الكامل أو التوقف المؤقت عن العمل. وأكد البيان أن “الجبّادات” أصبحت من أبرز مسببات الانقطاعات المفاجئة في التيار الكهربائي، خصوصًا في الأحياء السكنية والأسواق ذات الكثافة العالية، ما فاقم من معاناة المواطنين، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية المعقدة التي تمر بها البلاد.
وفي تعليقه على هذه الظاهرة، أشار المهندس عبد الله محمد أحمد، الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء السودان، إلى أن التوصيلات العشوائية لا تقتصر أضرارها على أعطال الأجهزة والمعدات، بل تشكل خطرًا مباشرًا على سلامة المواطنين وممتلكاتهم، موضحًا أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى وقوع حرائق أو صعقات كهربائية مميتة، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى وسائل الحماية والتأمين الكهربائي الحديثة.
وناشد المهندس عبد الله جميع المواطنين الالتزام التام بالتوصيلات القانونية والشرعية، والابتعاد عن أي شكل من أشكال الربط غير المعتمد، حرصًا على السلامة العامة ومنعًا لتفاقم أزمة الأعطال المتكررة التي أثقلت كاهل فرق الصيانة. وأكد أن الشركة تبذل جهودًا كبيرة لإعادة تأهيل المحولات المتأثرة، رغم التحديات المتعلقة بندرة قطع الغيار وارتفاع تكلفة عمليات الصيانة، في ظل الوضع الاقتصادي الحالي.
وبحسب مصادر فنية داخل الشركة، فقد خرج عدد من المحولات عن الخدمة خلال الأسبوعين الماضيين بسبب الأحمال الزائدة الناتجة عن هذه التوصيلات غير النظامية، وهو ما استدعى تدخلاً طارئًا من فرق الصيانة التي تعمل في ظروف صعبة ومعقدة، وسط ارتفاع في درجات الحرارة وزيادة متوقعة في الاستهلاك مع دخول فصل الصيف.
ولم تكتفِ شركة الكهرباء بالتحذير فقط، بل دعت المواطنين إلى الإبلاغ الفوري عن أي حالات توصيل عشوائي يتم رصدها في محيط الأحياء والأسواق والمناطق العامة، مؤكدة أن هذه الخطوة لا تُعد واجبًا قانونيًا فحسب، بل تمثل مسؤولية وطنية تجاه استقرار الشبكة وحماية الأرواح والممتلكات. وشددت الشركة على أن الجهات المعنية ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة ضد كل من يثبت تورطه في تنفيذ أو الترويج لمثل هذه التوصيلات.
وفي ختام البيان، شددت الشركة على أن الالتزام بالمعايير الفنية في التوصيل الكهربائي هو السبيل الوحيد نحو تحسين الخدمة وضمان استمراريتها دون انقطاع، خصوصًا مع استمرار التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في السودان، بدءًا من ضعف التمويل ومرورًا بشح المواد، وانتهاءً بزيادة الطلب على التيار في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وتعتبر التوصيلات العشوائية من الظواهر التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، نتيجة للظروف الاقتصادية وغياب الرقابة الصارمة في بعض المناطق. إلا أن الشركة أكدت أنها ماضية في تنفيذ خطط إصلاحية تستهدف معالجة الأعطال المتكررة، وتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر هذه الظاهرة، من خلال حملات إعلامية وميدانية تشمل مختلف أنحاء البلاد.
وفي الوقت الذي يطالب فيه مواطنون بتحسين الخدمة وتوسيع التغطية، تضع الشركة الكرة في ملعب المجتمع، مؤكدة أن الاستقرار الكهربائي يبدأ من التزام الأفراد وتعاونهم في مواجهة الظواهر السالبة التي تهدد سلامة الجميع.