اخبار

الآلاف يفرون من الفاشر بحثًا عن الأمان 

متابعات _ الهدهد نيوز

الآلاف يفرون من الفاشر بحثًا عن الأمان

 

متابعات _ الهدهد نيوز _ تستمر مئات الأسر في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في الفرار من منازلها جراء الأوضاع الإنسانية المتدهورة، بحثًا عن الأمان والموارد الأساسية مثل الغذاء والأدوية. منذ أكثر من عام، تفرض قوات الدعم السريع حصارًا محكمًا على المدينة، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات الحيوية وتوقف الأسواق عن العمل. في ظل هذه الظروف، يُجبر العديد من السكان على اتخاذ قرار الهروب إلى مناطق أخرى مثل مليط وكورما وطويلة، حيث يواجهون الرحلة سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل البدائية.

 

 

إعلان

يشير المتطوع في المجال الإنساني، ياسر علي، إلى أن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش المدعوم من قوات الدعم السريع على المدينة، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. وأضاف ياسر: “إن السكان لم يعودوا فقط يفرون من العنف، بل أصبحوا يفرون أيضًا من الجوع، بعدما كانت الفاشر إحدى المدن التي تستقبل المساعدات الإنسانية”.

 

 

ورغم محاولات بعض المواطنين حماية أنفسهم من القصف المدفعي، مثل حفر الخنادق، إلا أن هذه الإجراءات لم تمنع معاناتهم من الفقر والجوع. وتكمن الأزمة في غياب الأمن، ما يجعل من المستحيل تقديم المساعدات الإنسانية بشكل فعال. وكانت معظم المنظمات الإنسانية قد عملت في مخيم زمزم، ولكن السيطرة الأخيرة لقوات الدعم السريع على المنطقة تسببت في توقف الأنشطة الإنسانية، مما فاقم من الأزمة الإنسانية في الفاشر.

 

 

 

وتحدث حسن صابر، مفوض شؤون النازحين بمفوضية العون الإنساني في ولاية شمال دارفور، عن الوضع قائلاً: “الوضع في الفاشر مأساوي للغاية، ونعمل جاهدين مع المنظمات الإنسانية لتوفير الاحتياجات الضرورية للنازحين، لكن الوضع صعب للغاية”. وأشار إلى أن الحاجة الماسة إلى الغذاء والدواء تجعل الفاشر في حالة طوارئ مستمرة.

 

 

من جهة أخرى، أكد المهندس عبد الشافع عبد الله آدم، مدير مشروع المياه والصرف الصحي في الولاية، أن مرافق المياه قد تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة القصف المدفعي المستمر، ما أدى إلى توقف بعض المحطات عن العمل. ورغم إعلان صيانة المضخات اليدوية في بعض المناطق السكنية، إلا أن المواطنين لا يزالون يعانون من ندرة المياه.

 

 

 

فيما حذر مصدر من وزارة الصحة الولائية من انهيار القطاع الصحي في الفاشر. وقال المصدر في تصريح : إن معظم المستشفيات توقفت عن العمل بسبب القصف، كما أن نقص الأدوية والكوادر الطبية يزيد من معاناة المرضى، خاصة جرحى الحرب”. وأوضح أن عمليات الإنزال الجوي التي كانت تُسهم في إمداد المدينة بالأدوية قد توقفت مؤخراً، ما يزيد من حدة الأزمة الصحية.

وفي السياق ذاته، أشار عبد الباقي محمد حامد، المدير العام للرعاية الاجتماعية ومنسق الشؤون الإنسانية في حكومة إقليم دارفور، إلى أن الأوضاع الإنسانية قد وصلت إلى مرحلة كارثية في مدينة الفاشر. ووفقًا له، فإن نقص المواد الغذائية والأدوية، إضافة إلى تدفق أعداد كبيرة من النازحين، قد جعل الوضع أكثر قسوة، خصوصًا بالنسبة للأطفال والنساء وكبار السن الذين يعانون أكثر من غيرهم.

 

 

 

بالتزامن مع هذه الأزمة الإنسانية، تُظهر التقارير المحلية أن الوضع في الفاشر قد تجاوز مرحلة الخطر، حيث يعجز العديد من السكان عن توفير احتياجاتهم الأساسية، وسط تفاقم الوضع الأمني الذي يُجبرهم على ترك مناطقهم بحثًا عن الأمان في أماكن أخرى.

 

 

 

تسود حالة من القلق بين سكان الفاشر، إذ لا يعلمون إلى متى ستستمر هذه المعاناة، في ظل تصاعد الصراع المسلح وغياب الحلول السياسية.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى