اخبار اقتصادية

جوبا تتهم الخرطوم بسبب النفط!

متابعات _ الهدهد نيوز

جوبا تتهم الخرطوم بسبب النفط!

 

متابعات _ الهدهد نيوز _ أعرب مسؤولون في جوبا عن شكوكهم حول الدافع الحقيقي وراء قرار الحكومة السودانية المدعومة من الجيش بوقف صادرات النفط من جنوب السودان. ويعتقد هؤلاء المسؤولون أن الحكومة السودانية تستخدم الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع كذريعة لوقف الصادرات، بينما يعتقدون أن الهدف الحقيقي من هذه الخطوة هو الضغط على جوبا لزيادة رسوم عبور النفط.

 

 

إعلان

 

في خطوة غير مسبوقة، طلبت الحكومة السودانية، التي تتخذ من بورتسودان مقراً لها، من شركات النفط أن تكون مستعدة لإغلاق المنشآت المسؤولة عن تصدير النفط من جنوب السودان. يأتي ذلك بعد الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على منشآت النفط في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني.

 

 

وفي رسالة رسمية من وزارة الطاقة والنفط السودانية إلى وزارة الطاقة في جنوب السودان، أُفيد بأن طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع قد استهدفت محطة ضخ رئيسية ومستودع للوقود في 8 و9 مايو، مما يزيد من احتمالية توقف الصادرات. كما أشارت الرسالة إلى أن الهجمات على المحطات الفرعية للكهرباء أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في المحطات البحرية، مما أثر بشكل كبير على قدرة تلك المحطات على تحميل النفط الخام بشكل متزامن. كما أن الاعتداءات على مستودعات الوقود تهدد بتوقف إمدادات الوقود اللازمة لأنظمة النقل، ما يضع ضغطاً إضافياً على العمليات.

 

 

منذ انفصال جنوب السودان عن السودان في عام 2011، أصبح جنوب السودان يعتمد على السودان بشكل أساسي في تصدير نفطه عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر، بما أن جنوب السودان لا يملك موانئ بحرية خاصة به. وفي الوقت الحالي، يبلغ تدفق النفط الخام من جنوب السودان نحو 110 آلاف برميل يومياً.

 

 

 

وفقاً لمصادر محلية، فإن الهدف الأساسي من وقف صادرات نفط جنوب السودان هو الضغط على الحكومة في جوبا لرفع رسوم عبور النفط، وهي عائدات مهمة تمثل جزءاً كبيراً من الاقتصاد السوداني الذي يعاني من ضرر كبير بسبب الحرب التي تشنها القوات المسلحة السودانية ضد قوات الدعم السريع منذ عامين. تجدر الإشارة إلى أن اتفاق التجارة بين البلدين كان قد توقف لمدة تقارب العام نتيجة النزاع، إلا أن العمل به استُؤنف في يناير الماضي.

 

 

في تصريح خاص لمصدرنا، أشار مستشار فني في وزارة البترول في جنوب السودان إلى أن الحكومة السودانية أرسلت رسالتها في يوم الجمعة 9 مايو. لكنه أضاف أن هذا اليوم لم يكن يوم عمل رسمي في السودان، بينما كان آخر يوم عمل في جنوب السودان. وأوضح المستشار قائلاً: “لم نتاح لنا الفرصة للاجتماع مع الحكومة السودانية لمراجعة مضمون الرسالة، وإذا كان هناك رد فسيكون يوم الاثنين من خلال القنوات الرسمية.”

 

 

مع استمرار النزاع العسكري في السودان، الذي بدأ في أبريل 2023، يشهد الجيش السوداني استنزافاً كبيراً في موارده، مما دفعه إلى البحث عن مصادر تمويل إضافية لشراء الأسلحة والذخائر. المراقبون يرون أن توقف صادرات النفط قد يكون أيضاً رسالة من الحكومة السودانية لجيرانها، مفادها أن تصعيد قوات الدعم السريع واستهداف المنشآت الحيوية باستخدام الطائرات المسيرة له تداعيات غير محمودة على الدول المجاورة، بما في ذلك تهديد الاستقرار في المنطقة.

 

 

الهجمات التي تنفذها قوات الدعم السريع، باستخدام الطائرات المسيّرة، على مواقع الجيش في مناطق كانت تُعتبر آمنة نسبياً، أسفرت عن تعطيل العديد من المنشآت الحيوية. من بين هذه المنشآت: مستودعات الوقود، المحطات الكهربائية، ميناء بورتسودان، والمطار المدني الدولي، مما أدى إلى إرباك تحركات الجيش السوداني.

 

 

 

وصف بعض المحللين العسكريين الهجمات بأنها ضربات استراتيجية تهدف إلى تدمير البنية التحتية للجيش السوداني وتوجيه ضربة اقتصادية للمناطق التي كانت تُعتبر آمنة. وتستمر الحرب المستمرة في تقسيم السودان إلى مناطق نفوذ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. حيث يسيطر الجيش السوداني على وسط وشرق وشمال السودان، بما في ذلك معظم مناطق العاصمة الخرطوم، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور (في الغرب) وأجزاء من المناطق الجنوبية.

 

يترقب المتابعون تطورات الصراع في السودان، مع استمرار المعارك والتصعيد في مختلف أنحاء البلاد، فيما تواصل القوات المتصارعة توجيه ضربات مؤلمة ضد المنشآت الحيوية التي تمثل شريان حياة للدولة والمواطنين على حد سواء.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى