
سماء بورتسودان تشتعل مجددًا.. هجوم جوي مباغت
بورتسودان – الهدهد نيوز
في ليلة بدا أنها هادئة، دوّت صافرات الخطر مجددًا في مدينة بورتسودان، حين اخترقت طائرات مسيّرة الأجواء في هجوم مفاجئ استهدف مواقع عسكرية حساسة، لتعود المدينة الساحلية إلى واجهة التصعيد بعد أسابيع من الهدوء المشوب بالترقّب.
الدفاعات الجوية للجيش السوداني كانت على الموعد، إذ تمكّنت من التعامل مع الهجوم بسرعة وحسم، وأسقطت الطائرات قبل بلوغ أهدافها، وفي مقدمتها قاعدة فلامنغو ومقر قيادة الدفاع الجوي، حسب ما أكدته مصادر عسكرية مطلعة.
الطائرات جاءت من جهتين.. والمصدر ليس خافيًا
لكن القصة لم تتوقف عند دوي الانفجارات، بل بدأت بعدها، حين كشفت تقارير استخباراتية عن مسارات الطائرات التي انطلقت من مدينة نيالا في غرب السودان، ومن القاعدة العسكرية الإماراتية في مدينة بوصاصو الصومالية، وهو ما أثار مجددًا الاتهامات السودانية لأبوظبي بالضلوع المباشر في الهجمات الجوية عبر دعم لوجستي وتقني لقوات الدعم السريع.
صدى الانفجارات يوقظ ذاكرة المدينة
سكان بورتسودان أكدوا سماع انفجارات عنيفة في وقت متأخر من الليل، فيما تحولت أصوات المضادات الأرضية إلى جزء من روتين المدينة الأمني، إلا أن هذا الهجوم تحديدًا استُقبل بحذر وقلق مضاعف، نظرًا لتوقيته وتعدد مساراته.
الهجوم يعيد إلى الأذهان أحداث مايو الماضي، حين اندلعت النيران في مستودع وقود استراتيجي إثر قصف مماثل، واستمر الحريق لأكثر من 12 يومًا، لتدخل البلاد في أزمة وقود خانقة لا تزال تداعياتها تضرب مفاصل الحياة اليومية.
أبوظبي في مرمى الاتهامات مجددًا
الحكومة السودانية لم تتردد في تحميل الإمارات مسؤولية الدعم الجوي لقوات الدعم السريع، مؤكدة أن لديها ما يكفي من الأدلة التقنية والاستخباراتية. وفي الأمم المتحدة، كان المندوب السوداني الحارث إدريس صريحًا في اتهاماته، كاشفًا أن الطائرات المستخدمة من نوع MQ-9 وMQ-9B انطلقت من قاعدة إماراتية، وبمساعدة بحرية من سفن إماراتية تمركزت في البحر الأحمر.
تصعيد جوي أم رسالة سياسية؟
السؤال المطروح بعد هذا الهجوم: هل هو مجرد تصعيد تكتيكي جديد؟ أم أنه يحمل رسائل سياسية تتجاوز حدود السودان لتطال خريطة التحالفات في القرن الأفريقي؟
في كل الأحوال، يبدو أن سماء بورتسودان ستظل ساحة مفتوحة لتقاطع النيران، والمواطن السوداني وحده من يدفع الثمن.