اخبار

عبد الرحمن الصادق المهدي يرد على شائعات مغادرته السودان

متابعات _ الهدهد نيوز

عبد الرحمن الصادق المهدي يرد على شائعات مغادرته السودان

متابعات _ الهدهد نيوز _ في أول تعليق له على ما تم تداوله مؤخرًا بشأن مغادرته البلاد على خلفية توترات سياسية، نفى الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي، نجل الإمام الراحل الصادق المهدي، الأنباء التي تحدثت عن خروجه من السودان غاضبًا، ووصفها بأنها محض إشاعات لا أساس لها من الصحة، هدفها التشويش على مواقفه الوطنية ومساعيه السياسية السلمية. وأكد المهدي في تصريح رسمي أن فكرة مغادرة السودان لم تخطر بباله مطلقًا، مشددًا على أن ارتباطه بالوطن أعمق من أن تهزه شائعات أو مزاعم ملفقة.

وأضاف عبد الرحمن المهدي أن كل ما يثار بشأن مغادرته غاضبًا هو محاولة للنيل من صورته والتشكيك في موقفه الوطني، مؤكدًا أن التزامه تجاه السودان لا يتزعزع، وأنه لا يسعى إلى الوصول إلى أي موقع سياسي عبر المناورات أو الصفقات، بل عبر الإرادة الشعبية المتمثلة في صناديق الاقتراع، والتي يعتبرها الوسيلة الشرعية الوحيدة لتولي المسؤولية العامة في البلاد.

ويأتي نفي الفريق المهدي في ظل تصاعد الاهتمام الشعبي والإعلامي بتحركات الشخصيات السياسية والعسكرية، لا سيما من أسرة المهدي ذات التاريخ الطويل في الحياة الوطنية السودانية، خصوصًا في مرحلة تعاني فيها البلاد من اضطرابات أمنية وسياسية حادة.

وفي حديثه عن مستقبله السياسي، أشار المهدي إلى أنه يقود حاليًا جهودًا لإطلاق مشروع وطني شامل يقوم على أساس الانتقال المدني الديمقراطي، ويرتكز على مبادئ الشفافية، وسيادة القانون، والمساءلة، والسلام الدائم. وأوضح أن هذه المبادرة تسعى لجمع السودانيين من مختلف الأطياف حول رؤية وطنية مشتركة تعلي مصلحة البلاد فوق كل الاعتبارات الحزبية أو الفئوية، مشددًا على ضرورة التكاتف الوطني لتجاوز المرحلة الراهنة التي وصفها بالحساسة والمفصلية.

إعلان

وفي ما يتعلق بإحالته إلى التقاعد من القوات المسلحة، كشف عبد الرحمن الصادق أن الخطوة جاءت ضمن تفاهم مسبق مع قيادة الجيش السوداني، وليست نتيجة لأي خلاف أو موقف سلبي. وأوضح أن القيادة العسكرية قامت بترقيته إلى رتبة “فريق” قبل إحالته إلى المعاش، في خطوة قال إنها تعكس الاحترام المتبادل بينه وبين المؤسسة العسكرية، مؤكدًا أنه يكنّ تقديرًا عميقًا للقوات المسلحة السودانية، وسيبقى جنديًا مخلصًا لها من موقعه السياسي الجديد.

وأضاف أن مرحلة ما بعد التقاعد تمثل بالنسبة له انتقالًا طبيعيًا إلى العمل السياسي والمدني، حيث يواصل من خلاله خدمة الوطن ومؤسساته، وفي مقدمتها القوات المسلحة، التي وصفها بأنها “صمام الأمان” لاستقرار السودان وحماية وحدته. وخلال مؤتمر صحفي عقده بمشاركة قوات الأورطة الشرقية، دعا المهدي إلى توحيد الصف السياسي وتعزيز دعم المؤسسة العسكرية، محذرًا من خطورة الانزلاق إلى الفوضى في ظل الاستقطاب الحاد الذي تشهده البلاد.

وفي تصريحاته، وجّه عبد الرحمن الصادق المهدي نداءً صريحًا لكل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين بضرورة الاصطفاف خلف مشروع وطني جامع، وعدم الانحياز، على حد تعبيره، إلى “الجانب الخطأ”، والذي قال إنه يتكون من “اللصوص والمجرمين الذين يسعون لتقويض الدولة وتمزيق نسيجها الوطني”.

ويأتي هذا الظهور الإعلامي للفريق المهدي في وقت تشهد فيه الساحة السياسية السودانية العديد من الاستقالات، والانقسامات، ومحاولات فرض واقع سياسي جديد بقوة السلاح، ما يجعل صوته المنادي بالشرعية الانتخابية والانتقال المدني محل اهتمام كبير، خاصة في ظل الفراغ القيادي الذي تعانيه البلاد في أعقاب الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وبينما لم يحدد المهدي الجهة أو الأشخاص الذين يقفون خلف حملة الإشاعات، إلا أن لهجة تصريحه حملت رسائل سياسية واضحة تتعلق بموقفه الحاسم من محاولات فرض أجندات سياسية خارجة عن المؤسسات الشرعية، ما يعكس سعيه للتموضع كفاعل سياسي مستقل، ذو مرجعية عسكرية ومدنية في آنٍ واحد.

يُذكر أن عبد الرحمن الصادق المهدي يعد أحد أبرز الشخصيات التي جمعت بين العمل السياسي والعسكري في السودان، وسبق أن شغل مناصب تنفيذية ضمن حكومات ما بعد الانفصال، كما شارك في العديد من المبادرات التي تستهدف تعزيز الاستقرار الوطني، في ظل تركة سياسية كبيرة ورثها عن والده الإمام الصادق المهدي، الذي ظل حتى وفاته مرجعية سياسية ودينية بارزة في المشهد السوداني.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى