الدعم السريع تتقدم نحو الأبيض وتستعيد السيطرة على أم صميمة في تصعيد عسكري لافت
متابعات _ الهدهد نيوز

الدعم السريع تتقدم نحو الأبيض وتستعيد السيطرة على أم صميمة في تصعيد عسكري لافت
متابعات – الهدهد نيوز _ 31 يوليو 2025 – في تطور ميداني جديد يعكس سخونة الجبهات في وسط السودان، أعلنت مليشيا الدعم السريع استعادتها السيطرة الكاملة على منطقة أم صميمة الواقعة غرب مدينة الأبيض، بعد مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني والقوات المشتركة. واعتبرت مليشيا الدعم السريع، في بيان رسمي صادر يوم الأربعاء، أن هذا التقدم يمثل نصرًا نوعيًا واستراتيجيًا يندرج ضمن خطة عسكرية محكمة تهدف لتوسيع رقعة سيطرتها في ولايات كردفان، مؤكدة أنها تواصل تقدمها بثبات نحو مدينة الأبيض، التي تُعد واحدة من أهم المراكز الحضرية في وسط البلاد وتشهد حصارًا مستمرًا منذ أشهر.
المعارك في منطقة أم صميمة عرفت خلال الأسابيع الماضية حالة من الكر والفر، إذ كانت القوات المتنازعة قد تبادلت السيطرة عليها أكثر من مرة، في ظل تنافس شرس على المواقع الاستراتيجية المحيطة بمدينة الأبيض. فبينما تمكن الجيش السوداني من استعادتها قبل أيام، عادت قوات الدعم السريع لتعلن عن استرجاعها مجددًا، وسط مؤشرات على تصعيد متواصل قد ينذر بتوسيع رقعة الاشتباكات نحو عمق المدينة. وتُعد أم صميمة نقطة حيوية نظرًا لقربها من الأبيض بمسافة لا تتجاوز 60 كيلومترًا، كما تُعتبر بوابة حيوية تربط شمال كردفان بغربها، ما يجعل السيطرة عليها مكسبًا ميدانيًا لطرف يمكنه من إعادة التمركز والتحرك نحو أهداف جديدة.
البيان الرسمي للدعم السريع وصف العمليات الأخيرة بأنها امتداد طبيعي لجهودها العسكرية في “تحرير الوطن” وتحقيق العدالة لجماهير الهامش، مؤكدة أن هذا التقدم يعكس بداية مرحلة جديدة بعد إعلان الحكومة المدنية، وأن قواتها دخلت ما سمّته “المرحلة الحاسمة” من المواجهة مع الجيش. من جهته، لم يعلّق الجيش السوداني رسميًا على هذه التطورات حتى لحظة كتابة الخبر، إلا أن مصادر ميدانية أشارت إلى أن وحداته تنفذ تحركات تكتيكية في محيط الأبيض، ما يرجح احتمال اندلاع جولات قتال جديدة خلال الأيام المقبلة.
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات متزايدة من تدهور الأوضاع الإنسانية في شمال كردفان، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية، وسط استمرار إغلاق الطرق الرئيسية وتعذر وصول المساعدات. وتخشى منظمات إنسانية من أن تؤدي موجات النزوح الجديدة الناجمة عن المواجهات في أم صميمة والمناطق المحيطة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم. وعلى الصعيد السياسي، يُنظر إلى هذه المعركة باعتبارها اختبارًا مبكرًا لمدى قدرة الحكومة المدنية الجديدة على السيطرة على الوضع الأمني المتدهور، في وقت تتعالى فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية شاملة تنهي الصراع المستمر منذ أكثر من عام.