
قطار العودة الطوعية الثاني ينطلق من مصر إلى السودان
متابعات _ الهدهد نيوز _ في بادرة جديدة تعكس عمق التعاون بين السودان ومصر، أعلنت منظومة الصناعات الدفاعية السودانية عن تسيير قطار العودة الطوعية الثاني للمواطنين السودانيين الراغبين في العودة من مصر إلى بلادهم، وذلك يوم الإثنين الموافق 28 يوليو 2025، بالتعاون مع هيئة السكك الحديدية بجمهورية مصر العربية، في خطوة تعزز جهود الدولة السودانية في تسهيل عودة مواطنيها العالقين خارج الوطن، لا سيما في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي فرضتها الحرب المستمرة.
وسيحظى القطار برعاية رسمية، حيث يُشرف على انطلاقه سعادة سفير السودان لدى جمهورية مصر العربية، السفير عماد الدين عدوي، الذي سيتابع الإجراءات التنظيمية ويطمئن على سلامة السودانيين العائدين، في إطار الجهود المتواصلة للبعثة الدبلوماسية السودانية بالقاهرة لتوفير الدعم والمساندة للمواطنين السودانيين المقيمين أو العابرين للأراضي المصرية منذ اندلاع الأزمة في السودان.
وأعربت منظومة الصناعات الدفاعية، في تعميم صحفي رسمي، عن خالص شكرها وامتنانها لسعادة الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والنقل بجمهورية مصر العربية، وذلك لتوجيهاته الكريمة التي قضت بتخصيص قطارات أسبوعية لنقل السودانيين من مصر إلى السودان، وتأكيده على ضرورة معاملتهم كأشقاء في إطار العلاقات التاريخية والمصير المشترك بين البلدين.
وأوضحت المنظومة أن هذه المبادرة تأتي استجابة للتوجيهات المباشرة من رئيس مجلس السيادة الانتقالي، سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الداعية إلى تسهيل عودة السودانيين من الخارج وتخفيف معاناتهم، إلى جانب التوجيهات الصادرة من سعادة الفريق أول ميرغني إدريس سليمان، المدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية، الذي يتابع شخصياً ترتيبات العودة بالتنسيق مع الجهات المعنية في الجانبين السوداني والمصري.
وأكدت الجهات المنظمة أن رحلات العودة الطوعية ستتواصل بشكل منتظم ومجاني، في ظل الدعم الحكومي وتوفير الضمانات اللوجستية والأمنية لضمان سلامة العائدين. كما تم التنسيق مع سلطات السكك الحديدية على الجانبين لتسهيل عبور القطار وتوفير بيئة آمنة ومريحة للمسافرين، مع تخصيص كوادر طبية وخدمية لمرافقة الرحلة وتقديم المساعدات الضرورية طوال مسارها.
وتُعد هذه المبادرة واحدة من أهم الجهود المنظمة لإعادة السودانيين إلى بلادهم بوسائل نقل آمنة ومجانية، في ظل ارتفاع تكاليف السفر وتراجع الخدمات الجوية جراء الحرب، مما يجعل العودة عبر القطارات خياراً إنسانياً واستراتيجياً يتماشى مع متطلبات المرحلة.
ويأمل القائمون على المبادرة أن تساهم هذه الخطوة في تقليل معاناة السودانيين العالقين في مصر، وتمكينهم من العودة إلى مناطق أكثر استقراراً في بلادهم، خاصة بعد أن أعلنت جهات عدة في الحكومة الانتقالية عن برامج لإعادة الإعمار والاستقرار في ولايات الشرق والشمال ومناطق أخرى لا تزال تحت سيطرة الدولة.
الجدير بالذكر أن تسيير قطارات العودة الطوعية يُعد نموذجاً للتعاون الثنائي البناء بين السودان ومصر، ويعكس التزام الطرفين بتقديم حلول عملية وواقعية في مواجهة الأزمة الإنسانية التي طالت آلاف الأسر السودانية في الخارج.