قبل إسقاط بيرقدار “أكانجي” في الفاشر.. الجيش يكثف هجماته على مواقع الدعم السريع
متابعات _ الهدهد نيوز

قبل إسقاط بيرقدار “أكانجي” في الفاشر.. الجيش يكثف هجماته على مواقع الدعم السريع
الفاشر – الهدهد نيوز _ شهدت جبهات القتال في إقليمي دارفور وكردفان، خلال الساعات الماضية، تصعيدًا عسكريًا لافتًا، تمثّل في تنفيذ الجيش السوداني سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة باستخدام طائرات مسيّرة، استهدفت مواقع استراتيجية تابعة لقوات الدعم السريع في عدد من المدن المحورية، أبرزها نيالا، كازقيل، وبارا، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن إسقاط طائرة بيرقدار تركية من طراز “أكانجي” تابعة للجيش في سماء مدينة الفاشر.
وفي الفاشر، اندلعت اشتباكات عنيفة على محاور متعددة، حيث أكدت مصادر عسكرية تنفيذ قوات الدعم السريع قصفًا مدفعيًا استهدف الفرقة السادسة مشاة، ومواقع للنازحين، ومطار المدينة. وأسفر القصف عن سقوط ضحايا مدنيين، من بينهم 8 قتلى وعدد من الجرحى، عقب استهداف ملجأ كان يضم نازحين بطائرة مسيّرة.
ورغم استمرار القصف والحصار الذي دخل عامه الثاني، أكد والي شمال دارفور، بخيت محمد بخيت، أن الفاشر لن تسقط، مشيدًا بصمود سكانها وقوات الجيش في وجه الهجمات المتكررة، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني بلغ مستويات كارثية، وسط نقص حاد في المياه والغذاء والدواء.
في السياق ذاته، نفذت طائرات الجيش ضربات جوية دقيقة في مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، استهدفت مواقع للدعم السريع في المنطقة الصناعية ومحيط مجمع موسيه، ما أدى إلى اندلاع حرائق وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتمردين، بحسب مصادر محلية.
وفي ولاية شمال كردفان، شنّت المسيّرات العسكرية التابعة للقوات المسلحة هجمات مركّزة على تجمعات الدعم السريع في منطقتي بارا وكازقيل، وأدت الهجمات إلى تدمير عدد من الآليات والأسلحة الثقيلة، فيما تواصل وحدات الجيش التقدّم على محور الصحراء باتجاه عمق بارا، في إطار خطة لتأمين الطرق الإستراتيجية في الولاية.
وفي تطور نوعي، أعلنت قوات الدعم السريع رسميًا أنها تمكنت من إسقاط طائرة بيرقدار “أكانجي” تركية الصنع تابعة للجيش، ونشرت عبر منصاتها مقطع فيديو قالت إنه يوثّق لحظة سقوط المسيّرة في سماء الفاشر. وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من القوات المسلحة بشأن الحادثة، غير أن مراقبين يرون في ذلك تصعيدًا خطيرًا في المواجهات الجوية بين الطرفين.
وكانت تقارير أممية قد حذّرت من تدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني داخل الفاشر، حيث يعاني نحو 40% من الأطفال من سوء التغذية الحاد، وأُعلنت المجاعة رسميًا في عدة مناطق داخل الإقليم، ما يستدعي تدخلاً إنسانيًا عاجلاً لتجنب كارثة أكبر.
وتُعد مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، وتشهد منذ مايو 2024 مواجهات ضارية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع التي تسعى لإحكام السيطرة على المدينة، وسط تحذيرات دولية من توسع دائرة الحرب وتأثيرها على المدنيين في مناطق النزاع.